موقف الشيعة من القرآن
موقفهم من القرآن الكريم أنه محرف! وألف رجل اسمه الطبرسي -وهو من علماء الشيعة- كتاباً سماه: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، وأتى فيه بآيات وقال: إنه كان في القرآن آيات فحرفت، وقد زعم أن الله قال -وليس الله بل شيطانه-: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والنبي والولي اللذين بعثناهما إليكم يهديانكم إلى صراط مستقيم) يقصد علي بن أبي طالب ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقالوا أيضاً: إن سورة الانشراح كان فيها: (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك وجعلنا علياً صهرك)، وخفي على هؤلاء الحمقاء المجانين أن سورة الانشراح نزلت بمكة قبل أن يتزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بـفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم! فـعلي تزوج بـفاطمة رضي الله عنها في مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسورة الانشراح سورة مكية. فضلاً عن إثباتهم التحريف الباطل، وادعائهم الكاذب بتحريف القرآن، وتأويلهم آيات القرآن على حسب ما يريدون، فأولوا الجبت والطاغوت بـأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأولوا البقرة في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67] بأن البقرة هي عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهذا موقفهم من كتاب الله سبحانه وتعالى.
موقف الشيعة من الرسالات
أما موقفهم من رسالات الله، فقد قالت فرقة منهم: بإيجاب النبوات بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقالوا: إن النبوة انتقلت لـعلي بن أبي طالب، ومنه إلى الحسن، ومنه إلى الحسين رضي الله عنهم، ثم انتقلت إلى محمد ابن الحنفية، أي: أن النبوة في علي وفي أبنائه الثلاثة، وقالت فرقة منهم: بنبوة رجل يسمى بيان بن سمعان، وكان هذا الرجل المجرم مدعياً للنبوة ومتجلداً فيها، ومعه رجل آخر اسمه المغيرة بن سعيد، وقد أحرقهما خالد بن عبد الله القسري بالنار، فجاء المغيرة بن سعيد إلى النار، فتوجس منها، وجاء بيان بن سمعان فاحتضن النار بقوة، مظهراً التجلد والتثبت فأُحرق إلى غير رحمة الله، وسيده المغيرة بن سعيد جبن عن النار فأحرق بها رغم أنفه، فقال خالد القسري لا تباعهما: إنكم مجانين، كان الأولى أن تجعلوا الإمارة عليكم لـبيان بن سمعان ، وكانوا من حمقهم وخيبتهم وجهلهم يتلون قوله تعالى: (هذا بيان للناس ولينذروا به)، وينزلونها على نبيهم المزعوم! وجاء نبي آخر عندهم يسمى بـعمير التبان، يقولون في عمير التبان: إنه كان إذا مسك التبن تحول له ذهباً، فعبدوه وألهوه من دون الله عز وجل، وكل فرقة ادعت نبياً يتبع من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفسرون قوله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40] بأنه زينة النبيين؛ لأن الخاتم هو ما يتزين به، ويوردون على ذلك شبهاً مثل حديث: (إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي كاللبنة أو كجدار نظر الناس إلى حسنه فرءوا الجدار طيباً إلا موطن لبنة فأنا اللبنة) فيقولون: إن محمداً عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين أي: زينة النبيين، وليس معناه: أنه لا نبي بعده، وقد كذبوا الخبر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه لا نبي بعدي)، وقوله أيضاً: (بعثت أنا والساعة كهاتين)، فهذه دعواهم في مسائل الرسالات.
الشيعة وعقيدة التناسخ
أما دعواهم في مسائل العقائد، فيقولون في العقائد جملة أقوال، فمن عقائدهم عقيدة التناسخ، وفحواها أن الأرواح تتناسخ، يعني: إذا مت أنت انتقلت روحك إلى غيرك، قد يكون هذا الغير إنسان، وقد يكون حيوان، وقد يكون كلب، وقد يكون خنزير، وقد يكون سمكة، وقد يكون دودة، فإذا مت أنت تحولت روحك وتناسخت إلى جسم وهيكل غيرك، ويبنون على ذلك ترهات باطلة، أنهم يأتون ببغل وبحمار وبعنزة، فيضربون البغل ضرباً مبرحاً، مؤلماً غاية الألم، ويأتون بحمار كذلك، ويضربونه غاية الضرب، ويأتون العنزة الصغيرة ويضربونها ضرباً قاسياً، لماذا تفعلون ذلك؟ يقولون: إن روح أبا بكر تناسخت في هذا، وروح عمر تناسخت في ذاك، وروح عائشة تناسخت في هذه العنزة، وما هو ذنب هذا الحمار، وذنب هذا البغل، وذنب هذه العنزة، الذين اخترتموهم من دون البغال ومن دون الحمير ومن دون العنز؟ ما ذنب هؤلاء؟ ومن الذي أدراكم أن روح هؤلاء تناسخت في هؤلاء؟ هذه العقيدة عقيدة التناسخ موجودة ومتأصلة عند كثير من فرق الشيعة.
الشيعة وعقيدة التقية
تأتي عقيدة أخرى وهي عقيدة التقية، عقيدة التقية هذه فحواها أن الشخص يظهر ما لا يبطن، وأعملوها فراراً من البلاء الذي وقعوا فيه، والتعكير الذي عكر عليهم لما قالت فرقة منهم: إن أبا بكر اختلس الخلافة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قالوا: إن رسول الله أوصى بالخلافة من بعده لـعلي بن أبي طالب ، وكذبوا في هذا الافتراء، ثم قالوا: إن أبا بكر اختلس الخلافة على علي، وإذا قلت لهم: لماذا سكت علي إذاً؟ قالوا: سكت علي تقية! وهذا أساس مذهب التقية! فرقة أخرى منهم لم ترض هذا المسلك، وقالت: كفر أبو بكر، وكفر عمر ، وكفر عثمان، وكفر علي ؛ لأنه أقرهم، ثم أسلم علي لما تولى الخلافة؛ لأنه قَبِلها وأخذ حقه، وأمضى ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنشأت عقيدة التقية التي بها يظهرون ما لا يبطنون، ويستحلون الكذب نصرة لمذهبهم، فإذا رءوا رأياً وضعوا له أحاديث عن رسول الله، واختلقوا له الأكاذيب ويروونه، فعقيدة التقية من العقائد التي لا تجعل أحداً من أهل الإسلام يصدقهم، وإذا ووجهوا بها: أنكروا ذلك، كما فعل ذلك ابن العلقمي ونصير الشرك والإلحاد الطوسي على ما سيأتي في قصتهما إن شاء الله. ومن عقائدهم الزائغة أيضاً القول بفناء الجنة والنار، فيقولون: إن الجنة ستأتي عليها أزمنة وتنتهي هي وأهلها ومن فيها، وإن النار سيأتي عليها وقت تنتهي هي وأهلها ومن فيها!
الشيعة وعقيدة الرجعة
ومن عقائد كثير منهم الرجعة، والرجعة تقتضي أن بعض أئمتهم سيرجع مرة ثانية، واختلفوا في هؤلاء الذين سيرجعون أحياء مرة ثانية وينتصرون من كل من ظلمهم قبل أن تقوم الساعة.
موقف الشيعة من عقيدة الرؤية
ومن عقائدهم الزائغة أيضاً، القول بعدم رؤية الله عز وجل في الآخرة، فالكفار كما قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، أما المؤمنون فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، وسترون ربكم كما ترون الشمس في يوم صحو ليس دونها سحاب)، وقد قال الله سبحانه وتعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]، وقال جمهور المفسرين في تفسير قوله عز وجل: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]: إن الزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل يوم القيامة، فكانت هذه جملة من عقائدهم.