عقيده الشيعه الاثني عشريه في الرجعة
قد أرضت عقيدة الشيعةغريزة الثأر والانتقام من أعدائهم قديما وحديثا، وجعلتهم يحسون بنشوة الانتصار، ولو في الأحلام، إذ كان أعدائهم عبر التاريخ بدءا بصحابة رسول الله ثم الخلفاء الراشدين
، ومن بعدهم، أهل شوكة ومنعة، وأهل جند وعز، وكان هذا النصر والعز دافعا لكثير من الشيعة لأن يرتاب في عقيدته المخذولة، وينصرف عن جماعته المهزومة، فكانت الرجعة موعدهم المنتظر،
يوم النصر والثأر من كل أعدائهم فكانوا يعزون أنفسهم بمثل هذه النصوص:
«لترجعن نفوس ذهبت، وليقتصن يوم يقوم، ومن عذب يقتص بعذابه، ومن أغيظ أغاظ بغيظه ،
ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداؤهم معهم، حتى يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا، ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم، وشفوا أنفسهم، ويصير عدوهم إلى أشد النار عذابا ثم يوقفون بين يدي الجبار عز وجل فيؤخذ لهم بحقوقهم»( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 44)
فالرجعة في العقيدة الشيعية ،
مسألة «الرجعة»، التي تعتقد بها الشيعة الإمامية في زمن ظهور الإمام المهدي. هي رجوع شخصيات بعينها انتقاما منهم، إلى هذه الحياة الدنيا، فيرجع المنتقمون،
وهم من علت درجتهم في الإيمان، والمنتقم منهم، وهم من بلغ الغاية في الفساد، يقول أحد معاصريهمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمن حصيلة مجموع الروايات الواردة في هذا الباب نلاحظ أنها تنص على رجعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين عليه السلام ، والإمام الحسين عليه السلام، وكذلك باقي الأئمة والأنبياء عليهم السلام.
وتنص كذلك على رجعة عدد من أنصار الإمام المهدي عليه السلام، ووزرائه،
وبعض أصحاب الأئمة وشيعتهم،ورجعة الشهداء والمؤمنين،
ومن جانب آخر تنص على رجعة الظالمين وأعداء الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، وخصوم الأنبياء والمؤمنين، ومحاربي الحق والمنافقين) ( الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت - مركز الرسالة - ص 53 – 54)
وبما أن أول عدو للشيعة هو أول ظالم ظلم حق محمد والثاني والثالث ( أي أبو بكر وعمر وعثمان، وهذا نص من دعاء يوم عاشوراء المشهور عندهم، انظر كامل الزيارات ص331 والمزار ص 484 والبحار ج98 ص293)وهم أشد من بلغ الغاية في الظلم والفساد، فهم أول الراجعين لينتقم المهدي منهم.
إن هذه العقيدة هي من العقائد التي أجمعت الشيعة الاثني عشرية على الاعتقاد بها،
يقول عالمهم الحر العاملي في كتابه "الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة"
بعد أن ذكر أدلتهم على الرجعة: ومنها -أي الأدلة- إجماع جميع الشيعة الإمامية، وإطباق الطائفة الاثني عشرية على اعتقاد صحة الرجعة، فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين ولا اللاحقين،
وقد علم دخول المعصوم في هذا الإجماع بورود الأحاديث المتواترة عن النبي والأئمة عليهم السلام، الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة، حتى أنه قد ورد ذلك عن صاحب الزمان محمد بن الحسن المهدي» ( نفس المصدر ص 63 - 64 ويقصد أن المهدي أخرج لهم توقيعا بذلك، وهذا من أقوى الأدلة عندهم.)
عن أبي عبد الله قال : (ما يقول الناس في هذه الآية ويوم نحشر من كل أمة فوجا
، قلت يقولون إنها في القيامة، قال ليس كما يقولون، إن ذلك في الرجعة،
أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين، إنما آية القيامة قوله: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) ( تفسير القمي ج 1 - ص 24).
وعنه قال : «فمهل الكافرين يا محمد، أمهلهم رويدا لوقت بعث القائم عليه السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس» (تفسير القمي: ج 2 ص 416 )
ورأس الطواغيت عندهم هما الجبت والطاغوت، أبو بكر وعمر، صهري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصرحون بهذا في روايات أخرى،
كقصة ابن المهزيار الذي التقى الإمام المنتظر في واد بعد الطائف، -
ولا أدري ما الذي جاء به إلى الطائف! فلعله مل من السرداب في سامراء- فمما قال له
: «ألا أنبأك الخبر أنه إذا قعد الصبي، وتحرك المغربي، وسار العماني، وبويع السفياني يأذن لولي الله،
فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا سواء، فأجئ إلى الكوفة وأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأول، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحج بالناس حجة الإسلام، وأجئ إلى يثرب فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما،
فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى، فينادي مناد من السماء:
يا سماء أبيدي، ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان
. قلت: يا سيدي، ما يكون بعد ذلك. قال: الكرة الكرة، الرجعة الرجعة». (دلائل الإمامة للطبري ص 522)
ويقرر شيخهم المجلسي هذه العقيدة بعد أن ذكر أدلتها، فيقول:
«اعلم يا أخي! أني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت وأوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار، حتى نظموها في أشعارهم، واحتجوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم، وشنع المخالفون عليهم في ذلك، ...
وكيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار عليهم السلام، فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح، رواها نيف وأربعون من الثقات العظام، والعلماء الأعلام، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الإسلام الكليني، والصدوق محمد ابن بابويه، والشيخ أبي جعفر الطوسي - وذكر أسماء من أخرج هذه الروايات- ثم قال: وظني أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمة الدين،
ولا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين، فيحتال في تخريب الملة القويمة، بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين، وتشكيكات الملحدين، يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون» ( بحار الأنوار ج 53 - ص 122 – 123)
وسنذكر فيما يلي بعض الأحاديث التي رواها المجلسيُّ في «بحار الأنوار» في هذا الصدد ثم نعلق عليها وننقدها: أورد المجلسيُّ في «بحار الأنوار»، في الباب الثالث والثلاثين من المجلد الثالث عشر رواية طويلة ومفصلة حول هذا الموضوع، وسنذكر هذه الرواية بطولها كما وردت ترجمتها في كتاب «مهدي موعود» بالفارسية]،
وذلك لكي يدرك القارئ الكريم - بعد معرفته كذب هذه الرواية عندما يقرأ نقدنا لها - كيف يقوم الكذبة بتطويل ما يروونه من أخبار وكيف يلفقون الأكاذيب حتى يتوهم الناس أن ما يروونه حقائق واقعية!
قال المجلسيُّ: «رُوِيَ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ([1]) عَنْ عَمْرِو بْنِ الفُرَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُفَضَّلِ عَنِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ([2]) قَالَ: سَأَلْتُ سَيِّدِيَ الصَّادِقَ هَلْ لِلْمَأْمُورِ المُنْتَظَرِ المَهْدِيِّ مِنْ وَقْتٍ مُوَقَّتٍ يَعْلَمُهُ النَّاسُ؟ فَقَالَ: حَاشَ لِـلَّهِ أَنْ يُوَقِّتَ ظُهُورَهُ بِوَقْتٍ يَعْلَمُهُ شِيعَتُنَا.
قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! وَلِمَ ذَاكَ؟! قَالَ: لِأَنَّهُ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِها إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... الآيَةَ﴾»([3]).
«وَهُوَ [أي المنتظر المهدي] السَّاعَةُ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها﴾ [الأعراف/187] وَقَالَ: ﴿عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان/34]
وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهَا عِنْدَ أَحَدٍ وَقَالَ:
﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها... الآيَةَ ﴾ [محمد/18]
وَقَالَ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ﴾ [القمر/1]
وَقَالَ: ﴿... و ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [الشورى/17-18].».
«قُلْتُ: فَمَا مَعْنَى يُمَارُونَ؟
قَالَ: يَقُولُونَ مَتَى وُلِدَ وَمَنْ رَأَى وَأَيْنَ يَكُونُ وَمَتَى يَظْهَرُ وَكُلُّ ذَلِكَ اسْتِعْجَالاً لِأَمْرِ اللهِ وَشَكّاً فِي قَضَائِهِ وَدُخُولاً فِي قُدْرَتِهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا الدُّنْيَا وَإِنَّ لِلْكَافِرِينَ لَشَرَّ مَآبٍ».
«قُلْتُ: أَفَلا يُوَقَّتُ لَهُ وَقْتٌ؟ فَقَالَ: يَا مُفَضَّلُ! لا أُوَقِّتُ لَهُ وَقْتاً وَلا يُوَقَّتُ لَهُ وَقْتٌ إِنَّ مَنْ وَقَّتَ لِمَهْدِيِّنَا وَقْتاً فَقَدْ شَارَكَ اللهَ تَعَالَى فِي عِلْمِهِ وَادَّعَى أَنَّهُ ظَهَرَ عَلَى سِرِّهِ وَمَا لِـلَّهِ مِنْ سِرٍّ إِلا وَقَدْ وَقَعَ إِلَى هَذَا الخَلْقِ المَعْكُوسِ الضَّالِّ عَنِ اللهِ الرَّاغِبِ عَنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ، وَمَا لِـلَّهِ مِنْ خَبَرٍ إِلا وَهُمْ أَخَصُّ بِهِ لِسِرِّهِ وَهُوَ عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا أَلْقَى اللهُ إِلَيْهِمْ لِيَكُونَ حُجَّةً عَلَيْهِمْ.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ! فَكَيْفَ بَدْءُ ظُهُورِ المَهْدِيِّ وَإِلَيْهِ التَّسْلِيمُ؟
قَالَ: يَا مُفَضَّلُ! يَظْهَرُ فِي شُبْهَةٍ لِيَسْتَبِينَ فَيَعْلُو ذِكْرُهُ وَيَظْهَرُ أَمْرُهُ وَيُنَادَى بِاسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ وَنَسَبِهِ وَيَكْثُرُ ذَلِكَ عَلَى أَفْوَاهِ المُحِقِّينَ وَالمُبْطِلِينَ وَالمُوَافِقِينَ وَالمُخَالِفِينَ لِتَلْزَمَهُمُ الحُجَّةُ بِمَعْرِفَتِهِمْ بِهِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ قَصَصْنَا وَدَلَلْنَا عَلَيْهِ وَنَسَبْنَاهُ وَسَمَّيْنَاهُ وَكَنَيْنَاهُ وَقُلْنَا سَمِيُّ جَدِّهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَنِيُّهُ لِئَلا يَقُولَ النَّاسُ مَا عَرَفْنَا لَهُ اسْماً وَلا كُنْيَةً وَلا نَسَباً، وَاللهِ لَيَتَحَقَّقُ الإِيضَاحُ بِهِ وَبِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ وَكُنْيَتِهِ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ حَتَّى لَيُسَمِّيهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ كُلُّ ذَلِكَ لِلُزُومِ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُظْهِرُهُ اللهُ كَمَا وَعَدَ بِهِ جَدُّهُ صلى الله عليه وآله وسلم فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْـرِكُونَ﴾ (التوبة/33).
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا مَوْلايَ! فَمَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْـرِكُونَ﴾؟؟
قَالَ: هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِـلَّهِ﴾ (الأنفال/39) فَوَاللهِ يَا مُفَضَّلُ لَيُرْفَعُ عَنِ المِلَلِ وَالأَدْيَانِ الاخْتِلافُ وَيَكُونُ الدِّينُ كُلُّهُ وَاحِداً كَمَا قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ﴾ (آل عمران/19).
وَقَالَ اللهُ: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران/85).».
توضيح : الشيعه تفسر هذه الايه علي انه المهدي ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ (التوبة/33)
أما الاستدلال بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ فنقول ليس المقصود من «الإسلام» دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط، كما أنه ليس المقصود أن جميع الأديان دينٌ واحدٌ،
بل المقصود من الإسلام هنا معناه اللغوي وهو التسليم لحكم الله تعالى (وإسلام الوجه لِـلَّهِ والانقياد لأمره)،
وبهذا النحو كان أتباع عيسى الذي أسلموا وجههم لِـلَّهِ مسلمين، وأتباع موسى كذلك، وفي الواقع إن بقية الرواية تؤيد هذا الأمر:
«قَالَ المُفَضَّلُ: قُلْتُ: يَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ! وَالدِّينُ الَّذِي فِي آبَائِهِ إِبْرَاهِيمَ وَنُوحٍ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم هُوَ الإِسْلَامُ؟
قَالَ: نَعَمْ يَا مُفَضَّلُ هُوَ الإِسْلَامُ لا غَيْرُ.
قُلْتُ: يَا مَوْلَايَ! أَتَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ؟
قَالَ: نَعَمْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ وَمِنْهُ هَذِهِ الآيَةُ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ﴾ (آل عمران/19)
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ﴾ (الحج/78).
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ: ﴿ربنا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ (البقرة/128).
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ فِرْعَوْنَ: ﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ﴾ (يونس/90).
وَفِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ وَبِلْقِيسَ: ﴿قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل/38). وَقَوْلِهَا: ﴿أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِـلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (النمل/44).
وَ قَوْلِ عِيسَى: ﴿مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ؟ قالَ الحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
وَقَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾
وَقَوْلُهُ فِي قِصَّةِ لُوطٍ: ﴿فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ﴾
وَقَوْلُهُ: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا إِلَى قَوْلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إِلَى قَوْلِهِ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.
قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! كَمِ المِلَلُ؟
قَالَ: أَرْبَعَةٌ وَهِيَ شَرَائِعُ.
قَالَ المُفَضَّلُ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! المَجُوسُ لِمَ سُمُّوا المَجُوسَ؟
قَالَ: لأَنَّهُمْ تَمَجَّسُوا فِي السُّرْيَانِيَّةِ وَادَّعَوْا عَلَى آدَمَ وَعَلَى شَيْثٍ وَهُوَ هِبَةُ اللهِ أَنَّهُمَا أَطْلَقَا لَهُمْ نِكَاحَ الأُمَّهَاتِ وَالأَخَوَاتِ وَالبَنَاتِ وَالخَالَاتِ وَالعَمَّاتِ وَالمُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَأَنَّهُمَا أَمَرَاهُمْ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى الشَّمْسِ حَيْثُ وَقَفَتْ فِي السَّمَاءِ وَلَمْ يَجْعَلا لِصَلَاتِهِمْ وَقْتاً وَإِنَّمَا هُوَ افْتِرَاءٌ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَعَلَى آدَمَ وَشَيْثٍ.».
توضيح : هذا الذي ذكره ادعاء وافتراء على الله وكذب على آدم وشيث.
وهكذا تستمر القصة والرواية الطويلة المليئة بالأكاذيب العجيبة حتى يصل الراوي إلى قوله: «... قَالَ المُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي فَفِي أَيِّ بُقْعَةٍ يَظْهَرُ المَهْدِيُّ؟
قَالَ لا تَرَاهُ عَيْنٌ فِي وَقْتِ ظُهُورِهِ إِلا رَأَتْهُ كُلُّ عَيْنٍ فَمَنْ قَالَ لَكُمْ غَيْرَ هَذَا فَكَذِّبُوهُ.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي! وَلا يُرَى وَقْتَ وِلَادَتِهِ؟
قَالَ: بَلَى وَاللهِ لَيُرَى مِنْ سَاعَةِ وِلَادَتِهِ إِلَى سَاعَةِ وَفَاةِ أَبِيهِ سَنَتَيْنِ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ أَوَّلُ وِلَادَتِهِ وَقْتُ الفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ الجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ 257 إِلَى يَوْمِ الجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ 260 وَهُوَ يَوْمُ وَفَاةِ أَبِيهِ بِالْمَدِينَةِ الَّتِي بِشَاطِئِ دِجْلَةَ، يَبْنِيهَا المُتَكَبِّرُ الجَبَّارُ المُسَمَّى بِاسْمِ جَعْفَرٍ الضَّالُّ المُلَقَّبُ بِالْمُتَوَكِّلِ، وَهُوَ المُتَأَكِّلُ لَعَنَهُ اللهُ تَعَالَى وَهِيَ مَدِينَةٌ تُدْعَى بِسُـرَّ مَنْ رَأَى وَهِيَ سَاءَ مَنْ رَأَى يَرَى شَخْصَهُ المُؤْمِنُ المُحِقُّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَلا يَرَاهُ المُشَكِّكُ المُرْتَابُ وَيَنْفُذُ فِيهَا أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ وَيَغِيبُ عَنْهَا فَيَظْهَرُ فِي القَصْرِ بِصَابِرٍ بِجَانِبِ المَدِينَةِ فِي حَرَمِ جَدِّهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَلْقَاهُ هُنَاكَ مَنْ يُسْعِدُهُ اللهُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ ثُمَّ يَغِيبُ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ 266 فَلا تَرَاهُ عَيْنُ أَحَدٍ حَتَّى يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ وَكُلُّ عَيْنٍ.
قَالَ المُفَضَّلُ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! فَمَنْ يُخَاطِبُهُ وَلِمَنْ يُخَاطِبُ.
قَالَ الصَّادِقُ: تُخَاطِبُهُ المَلَائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ مِنَ الجِنِّ وَيَخْرُجُ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ إِلَى ثِقَاتِهِ وَوُلَاتِهِ وَوُكَلَائِهِ وَيَقْعُدُ بِبَابِهِ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ النُّمَيْرِيُّ فِي يَوْمِ غَيْبَتِهِ بِصَابِرٍ ثُمَّ يَظْهَرُ بِمَكَّةَ وَوَ اللهِ يَا مُفَضَّلُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ بُرْدَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم المَخْصُوفَةُ وَفِي يَدِهِ هِرَاوَتُهُ يَسُوقُ بَيْنَ يَدَيْهِ عِنَازاً عِجَافاً حَتَّى يَصِلَ بِهَا نَحْوَ البَيْتِ لَيْسَ ثَمَّ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ وَيَظْهَرُ وَهُوَ شَابٌّ قَالَ المُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي يَعُودُ شَابّاً أَوْ يَظْهَرُ فِي شَيْبَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَهَلْ يُعْرَفُ ذَلِكَ يَظْهَرُ كَيْفَ شَاءَ وَبِأَيِّ صُورَةٍ شَاءَ إِذَا جَاءَهُ الأَمْرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى مَجْدُهُ وَجَلَّ ذِكْرُهُ.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي! فَمِنْ أَيْنَ يَظْهَرُ وَكَيْفَ يَظْهَرُ؟
قَالَ: يَا مُفَضَّلُ! يَظْهَرُ وَحْدَهُ وَيَأْتِي البَيْتَ وَحْدَهُ وَيَلِجُ الكَعْبَةَ وَحْدَهُ وَيَجُنُّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَحْدَهُ فَإِذَا نَامَتِ العُيُونُ وَغَسَقَ اللَّيْلُ نَزَلَ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَالمَلَائِكَةُ صُفُوفاً فَيَقُولُ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا سَيِّدِي قَوْلُكَ مَقْبُولٌ وَأَمْرُكَ جَائِزٌ فَيَمْسَحُ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَيَقُولُ: الحَمْدُ لِـلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العامِلِينَ وَيَقِفُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ فَيَصْرُخُ صَرْخَةً فَيَقُولُ: يَا مَعَاشِرَ نُقَبَائِي وَأَهْلَ خَاصَّتِي وَمَنْ ذَخَرَهُمُ اللهُ لِنُصْـرَتِي قَبْلَ ظُهُورِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، ائْتُونِي طَائِعِينَ، فَتَرِدُ صَيْحَتُهُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عَلَى مَحَارِيبِهِمْ وَعَلَى فُرُشِهِمْ فِي شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِهَا فَيَسْمَعُونَهُ فِي صَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ فِي أُذُنِ كُلِّ رَجُلٍ فَيَجِيئُونَ نَحْوَهَا وَلا يَمْضِي لَهُمْ إِلا كَلَمْحَةِ بَصَرٍ حَتَّى يَكُونَ كُلُّهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ فَيَأْمُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ النُّورَ فَيَصِيرُ عَمُوداً مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فَيَسْتَضِيءُ بِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ نُورٌ مِنْ جَوْفِ بَيْتِهِ فَتَفْرَحُ نُفُوسُ المُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ النُّورِ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ بِظُهُورِ قَائِمِنَا أَهْلَ البَيْتِ ثُمَّ يُصْبِحُونَ وُقُوفاً بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً بِعِدَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ يَا سَيِّدِي! فَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ رَجُلاً الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يَظْهَرُونَ مَعَهُمْ؟
قَالَ: يَظْهَرُ مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً مُؤْمِنِينَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي! فَبِغَيْرِ سُنَّةِ القَائِمِ بَايَعُوا لَهُ قَبْلَ ظُهُورِهِ وَقَبْلَ قِيَامِهِ؟
فَقَالَ: يَا مُفَضَّلُ! كُلُّ بَيْعَةٍ قَبْلَ ظُهُورِ القَائِمِ فَبَيْعَتُهُ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَخَدِيعَةٌ لَعَنَ اللهُ المُبَايِعَ لَهَا وَالمُبَايَعَ لَهُ، بَلْ يَا مُفَضَّلُ! يُسْنِدُ القَائِمُ ظَهْرَهُ إِلَى الحَرَمِ وَيَمُدُّ يَدَهُ فَتُرَى بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَيَقُولُ: هَذِهِ يَدُ اللهِ وَعَنِ اللهِ وَبِأَمْرِ اللهِ ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ الآيَةَ﴾ (الفتح/10)، فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يُقَبِّلُ يَدَهُ جَبْرَئِيلَ ثُمَّ يُبَايِعُهُ وَتُبَايِعُهُ المَلَائِكَةُ وَنُجَبَاءُ الجِنِّ ثُمَّ النُّقَبَاءُ وَيُصْبِحُ النَّاسُ بِمَكَّةَ...»
[ويواصل الراوي قصته وخياله الفياض! إلى أن يصل إلى القول]:
«وَسَيِّدُنَا القَائِمُ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ وَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الخَلَائِقِ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ وَشَيْثٍ فَهَا أَنَا ذَا آدَمُ وَشَيْثٌ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى نُوحٍ وَوَلَدِهِ سَامٍ فَهَا أَنَا ذَا نُوحٌ وَسَامٌ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فَهَا أَنَا ذَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مُوسَى وَيُوشَعَ فَهَا أَنَا ذَا مُوسَى وَيُوشَعُ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عِيسَى وَشَمْعُونَ فَهَا أَنَا ذَا عِيسَى وَشَمْعُونُ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا فَهَا أَنَا ذَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ فَهَا أَنَا ذَا الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ أَلا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ فَهَا أَنَا ذَا الأَئِمَّةُ أَجِيبُوا إِلَى مَسْأَلَتِي فَإِنِّي أُنَبِّئُكُمْ بِمَا نُبِّئْتُمْ بِهِ وَمَا لَمْ تُنَبَّئُوا بِهِ وَمَنْ كَانَ يَقْرَأُ الكُتُبَ وَالصُّحُفَ فَلْيَسْمَعْ مِنِّي ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِالصُّحُفِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى آدَمَ وَشَيْثٍ وَيَقُولُ أُمَّةُ آدَمَ وَشَيْثٍ هِبَةِ اللهِ هَذِهِ وَاللهِ هِيَ الصُّحُفُ حَقّاً وَلَقَدْ أَرَانَا مَا لَمْ نَكُنْ نَعْلَمُهُ فِيهَا وَمَا كَانَ خَفِيَ عَلَيْنَا وَمَا كَانَ أُسْقِطَ مِنْهَا وَبُدِّلَ وَحُرِّفَ ثُمَّ يَقْرَأُ صُحُفَ نُوحٍ وَصُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ فَيَقُولُ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ هَذِهِ وَاللهِ صُحُفُ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ حَقّاً وَمَا أُسْقِطَ مِنْهَا وَبُدِّلَ وَحُرِّفَ مِنْهَا هَذِهِ وَاللهِ التَّوْرَاةُ الجَامِعَةُ وَالزَّبُورُ التَّامُّ وَالإِنْجِيلُ الكَامِلُ وَإِنَّهَا أَضْعَافُ مَا قَرَأْنَا مِنْهَا ثُمَّ يَتْلُو القُرْآنَ فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ هَذَا وَاللهِ القُرْآنُ حَقّاً الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَا أُسْقِطَ مِنْهُ وَحُرِّفَ وَبُدِّلَ. ثُمَّ تَظْهَرُ الدَّابَّةُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ فَتَكْتُبُ فِي وَجْهِ المُؤْمِنِ مُؤْمِنٌ وَفِي وَجْهِ الكَافِرِ كَافِرٌ......»
[وتتواصل الرواية الخيالية العجائبية صفحات أخرى حتى يصل الراوي إلى قوله]:
«ثُمَّ تَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَقَالَ: يَا مُفَضَّلُ! إِنَّ بِقَاعَ الأَرْضِ تَفَاخَرَتْ فَفَخَرَتْ كَعْبَةُ البَيْتِ الحَرَامِ عَلَى بُقْعَةِ كَرْبَلَاءَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهَا أَنِ اسْكُتِي كَعْبَةَ البَيْتِ الحَرَامِ وَلا تَفْتَخِرِي عَلَى كَرْبَلَاءَ فَإِنَّهَا البُقْعَةُ المُبَارَكَةُ الَّتِي نُودِيَ مُوسَى مِنْهَا مِنَ الشَّجَرَةِ وَإِنَّهَا الرَّبْوَةُ الَّتِي أَوَتْ إِلَيْهَا مَرْيَمُ وَالمَسِيحُ وَإِنَّهَا الدَّالِيَةُ الَّتِي غُسِلَ فِيهَا رَأْسُ الحُسَيْنِ وَفِيهَا غَسَلَتْ مَرْيَمُ عِيسَى وَاغْتَسَلَتْ مِنْ وِلَادَتِهَا وَإِنَّهَا خَيْرُ بُقْعَةٍ عَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْهَا وَقْتَ غَيْبَتِهِ وَلَيَكُونَنَّ لِشِيعَتِنَا فِيهَا خِيَرَةٌ إِلَى ظُهُورِ قَائِمِنَا.
قَالَ المُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي! ثُمَّ يَسِيرُ المَهْدِيُّ إِلَى أَيْنَ؟
قَالَ: إِلَى مَدِينَةِ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِذَا وَرَدَهَا كَانَ لَهُ فِيهَا مَقَامٌ عَجِيبٌ يَظْهَرُ فِيهِ سُرُورُ المُؤْمِنِينَ وَخِزْيُ الكَافِرِينَ قَالَ المُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي مَا هُوَ ذَاكَ قَالَ يَرِدُ إِلَى قَبْرِ جَدِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَقُولُ يَا مَعَاشِرَ الخَلَائِقِ هَذَا قَبْرُ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَقُولُونَ نَعَمْ يَا مَهْدِيَّ آلِ مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ وَمَنْ مَعَهُ فِي القَبْرِ فَيَقُولُونَ صَاحِبَاهُ وَضَجِيعَاهُ......... [إلى قوله]:
ثُمَّ يَأْمُرُ بِإِنْزَالِهِمَا فَيُنْزَلَانِ إِلَيْهِ فَيُحْيِيهِمَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى وَيَأْمُرُ الخَلَائِقَ بِالِاجْتِمَاعِ ثُمَّ يَقُصُّ عَلَيْهِمْ قَصَصَ فِعَالِهِمَا فِي كُلِّ كُورٍ وَدُورٍ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْهِمْ قَتْلَ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ وَجَمْعَ النَّارِ لِإِبْرَاهِيمَ وَطَرْحَ يُوسُفَ فِي الجُبِّ وَحَبْسَ يُونُسَ فِي الحُوتِ وَقَتْلَ يَحْيَى وَصَلْبَ عِيسَى وَعَذَابَ جِرْجِيسَ وَدَانِيَالَ وَضَرْبَ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وَإِشْعَالَ النَّارِ عَلَى بَابِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ لِإِحْرَاقِهِمْ بِهَا وَضَرْبَ يَدِ الصِّدِّيقَةِ الكُبْرَى فَاطِمَةَ بِالسَّوْطِ وَرَفْسَ بَطْنِهَا وَإِسْقَاطَهَا مُحسناً وَسَمَّ الحَسَنِ وَقَتْلَ الحُسَيْنِ وَذَبْحَ أَطْفَالِهِ وَبَنِي عَمِّهِ وَأَنْصَارِهِ وَسَبْيَ ذَرَارِيِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَإِرَاقَةَ دِمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَكُلِّ دَمٍ سُفِكَ وَكُلَّ فَرْجٍ نُكِحَ حَرَاماً وَكُلَّ رَيْنٍ وَخُبْثٍ وَفَاحِشَةٍ وَإِثْمٍ وَظُلْمٍ وَجَوْرٍ وَغَشْمٍ مُنْذُ عَهْدِ آدَمَ إِلَى وَقْتِ قِيَامِ قَائِمِنَا كُلُّ ذَلِكَ يُعَدِّدُهُ عَلَيْهِمَا وَيُلْزِمُهُمَا إِيَّاهُ فَيَعْتَرِفَانِ بِهِ!!... [أي يجعل جميع معاصي ومظالم البشر منذ آدم وإلى يوم القيامة برقبة أبي بكر وعمر!!!]».
نكتفي بهذه الاقتبسات من تلك القصة الطويلة لنشرع بنقدها:
نقد خبر المفضَّل بن عُمَر
أولاً: من الواضح أن المعلومات الدينية لهذا الراوي الذي قام بتلفيق كل هذه الأكاذيب والترّهات معلومات ضحلة للغاية، فقد وقع في أخطاء عجيبة، ففي آخر قصته الخرافية هذه يقول:
.وَقَتْلَ يَحْيَى وَصَلْبَ عِيسَى وَعَذَابَ جِرْجِيسَ وَدَانِيَالَ..» مع أن جميع المسلمين يعلمون أن عيسى – طبقاً لنص القرآن – لم يُقتل ولم يُصلب،
يقول الله عز وجل: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَـهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَـهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/157و158).
وثانياً: من الواضح أن هذا الراوي لم يكن يعلم أن العلم سيتقدم وسيتم اختراع السيارات والطائرات، لذا كان يظن أن الناس زمن ظهور القائم لا يزالون يستخدمون البغال في أسفارهم فيقول عن الأشرار في ذلك الزمن: «...وَخَرَّبْنَا الدُّنْيَا مِنْ دِمَشْقَ إِلَى الزَّوْرَاءِ وَتَرَكْنَاهَا جَمَّاءَ وَخَرَّبْنَا الكُوفَةَ وَخَرَّبْنَا المَدِينَةَ وَكَسَرْنَا المِنْبَرَ وَرَاثَتْ بِغَالُنَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم...».
ومن الأخطاء الفاضحة لواضع هذه الرواية قوله: «فَقَالَ: يَا مُفَضَّلُ! كُلُّ بَيْعَةٍ قَبْلَ ظُهُورِ القَائِمِ فَبَيْعَتُهُ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَخَدِيعَةٌ لَعَنَ اللهُ المُبَايِعَ لَهَا وَالمُبَايَعَ لَهُ...»
. فنسأل: ألا يجب مبايعة من ينهضون لتشكيل حكومةٍ إسلامية؟؟ هل يجب على المسلمين البقاء تحت سلطة الجبابرة الطغاة؟؟
إن كل هذه القصة من أولها لآخرها تستحق النقد، ولكننا خشية الإطالة سنكتفي بنقد بعض المواضع منها.
وجاء في القصة: «..
قَالَ المُفَضَّلُ: قُلْتُ يَا سَيِّدِي! وَرَسُولُ اللهِ وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ يَكُونَانِ مَعَهُ؟ فَقَالَ: لا بُدَّ أَنْ يَطَئَا الأَرْضَ إِي وَاللهِ...» ثم قال: «ثُمَّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ يَا مُفَضَّلُ إِلَيْنَا مَعَاشِرَ الأَئِمَّةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم نَشْكُو إِلَيْهِ مَا نَزَلَ بِنَا مِنَ الأُمَّةِ بَعْدَهُ وَمَا نَالَنَا مِنَ التَّكْذِيبِ وَالرَّدِّ عَلَيْنَا وَسَبْيِنَا وَلَعْنِنَا وَتَخْوِيفِنَا بِالْقَتْلِ... الخ» ثم يذكر أن عيسى المسيح يرجع إلى الدنيا أيضاً.
والجواب: سنجيب عن هذه الأباطيل باختصار مستدلين بآيات من القرآن الكريم ونصوص من نهج البلاغة الذي بين أيدي جميع الناس.
الأدلة على بطلان الرجعة]:
لا توجد في القرآن الكريم أي آية تشير إلى رجوع الأموات إلى عالم الدنيا قبل يوم القيامة بل يوجد ما ينفي ذلك بصراحة:
يقول تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ (الزمر/30 و31).
فهذه الآية تبين أنه بعد الموت سيكون الخصام يوم القيامة فقط، أي سيخاصم النبي الكفار في يوم القيامة.
ويقول تعالى أيضاً: ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيَّاً﴾ (مريم/33). فهذه الآية تبين أن عيسى وُلد مرةً واحدةً، ومات واحدةً وبعث واحدةً وهو البعث يوم القيامة.
وروى المجلسيُّ في «بحار الأنوار» نقلاً عن الشيخ حسن بن سليمان في كتابه: «منتخب البصائر» عن الإمام موسى الكاظم قال:
«لَتَرْجِعَنَّ نُفُوسٌ ذَهَبَتْ وَلَيُقْتَصَّنَّ يَوْمَ يَقُومُ ومَنْ عُذِّبَ يَقْتَصُّ بِعَذَابِهِ وَمَنْ أُغِيظَ أَغَاظَ بِغَيْظِهِ وَمَنْ قُتِلَ اقْتَصَّ بِقَتْلِهِ ويُرَدُّ لَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ مَعَهُمْ حَتَّى يَأْخُذُوا بِثَأْرِهِمْ ثُمَّ يَعْمُرُونَ بَعْدَهُمْ ثَلَاثِينَ شَهْراً ثُمَّ يَمُوتُونَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ قَدْ أَدْرَكُوا ثَارَهُمْ وشَفَوْا أَنْفُسَهُمْ ويَصِيرُ عَدُوُّهُمْ إِلَى أَشَدِّ النَّارِ عَذَاباً ثُمَّ يُوقَفُونَ بَيْنَ يَدَيِ الجَبَّارِ عَزَّ وجَلَّ فَيُؤْخَذُ لَهُمْ بِحُقُوقِهِمْ».
والجواب: يقول تعالى في سورة «المؤمنون»: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ (المؤمنون/99-102).
فهذه الآية تنفي الرجعة بكل وضوح. وفي القرآن آيات أخرى أيضا تنفي الرجعة كقوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ (غافر/46).
أما في «نهج البلاغة» فقد جاء في الرسالة رقم 31 من رسائل الإمام علي وصيته إلى ابنه الحسن يقول فيها:
«واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَئُوداً المُخِفُّ فِيهَا أَحْسَنُ حَالاً مِنَ المُثْقِلِ والمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالاً مِنَ المُسْرِعِ وأَنَّ مَهْبِطَكَ بِهَا لا مَحَالَةَ إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ ووَطِّئِ المَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ فَلَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ ولا إِلَىالدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ.»
. فعليٌّ يؤكِّد في هذه الآية أن لا عودة إلى الدنيا لأحد بعد الموت
والسؤال اين الذين يدعون انهم من شيعه سيدنا علي واين هم من اقواله
إنَّ عَلَى كُلِّ حَقٍّ حقيقةً، وعَلَى كُلِّ صَوَابٍ نُوْرَاً، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَخُذُوا بِهِ، ومَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ.
لقد مَنّ الله تعالى على هذه الأمة إذ أرسل إليهم رسولاً ذا خُلُقٍ عظيمٍ وأنزل عليه ((قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) [الزمر:28]
كتاباً مبيناً ((يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) [المائدة:16]
((أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ))
( [1]) «محمد بن نُصَيْر» ملعون على لسان الإمام علي بن محمد النقي [الإمام الهادي]، ووصفه علماء رجال الشيعة بأنه «غال» وأنه «بصري ضعيف»، وقال عنه العلامة الحلي في رجاله (ص 273- 274): «كان من أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام فلما مات ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب الزمان وادَّعى النيابة ففضحه الله تعالى. قال سعد بن عبد الله: كان محمد بن نصير النميري يدَّعي أنه رسول نبيٍّ وأن عليَّ بن محمد [الهادي] أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية.».
( [2]) قال النجاشي (450هـ)، في رجاله [طبع قم، 1407هـ، ص416]: «المُفَضَّل بن عُمَر أبو عبد الله وقيل أبو محمد، الجُعْفِيّ، كوفيٌّ، فاسدُ المذهب، مضطربُ الرواية، لا يُعبأ به. وقيل إنه كان خطَّابياً. وقد ذُكِرت له مصنفات لا يُعَوَّل عليها.». وذكر العلامة الحلي والممقاني وآخرون أنه كان يحدث بمنكرات وأحاديث كذبٍ موضوعة وكان خطابياً. ووصفه أحمد بن الحسين بن الغضائرى (قبل 450 هـ) في رجاله [ط2، قم، مؤسسه اسماعيليان، 1364 هـ. شمسي، ج6/ص 131] بقوله: «المُفَضَّلُ بْنُ عُمَر الجُعْفِيُّ أبو عبد الله، ضعيفٌ متهافتٌ مرتفعُ القول خطابيٌّ وقد زيد عليه شيء كثيرٌ وحمل الغلاةُ في حديثه حملاً عظيماً، ولا يجوز أن يُكتَب حديثُهُ وروى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام.»
( [3]) حديث المفضل بن عمرو الطويل هذا أورده المجلسي في «بحار الأنوار»، الطبعة الجديدة ذات ال 110 أجزاء، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404 هـ.، ج 53/ ص 1 إلى 14.