عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الثالث
استكمالا لعقيده الاثني عشريه في المهدي نجد في المجلد 51 من كتاب بحار الانوار
تاريخ ولادته وأحوال أمه: صفحه 2
هنا نجد عدداً من الأقوال التي يناقض بعضها بعضاً:
فبالنسبة إلى سنة ولادته، يدل ما ذكره المجلسيُّ على أنه تاريخ مجهول لأنه يقول في ص4 وص15: إن ولادته كانت في سنة 256ه-
ولكنه في ص2 يروي أن سنة ولادته كانت 255ه-!.
وفي ص23 يقول إن سنة ولادته كانت 258ه-. في حين يذكر في ص25 إن سنة والدته كانت 257ه-.
وفي ص16 يروي إن سنة ولادته كانت 254ه-.
فمن مجموع هذه الروايات يتضح أن سنة ولادته مجهولة.
وأما يوم الولادة:
فرُوي في ص2 أنه 15 شعبان
وفي ص23 أنه 23 رمضان
وفي ص24 أنه 9 ربيع الأول
وفي ص19 روى عن حكيمة عمته أنه ولد في النصف من شهر رمضان!.
وفي ص25 روى أن ولادته كانت 3 شعبان
وفي ص15 نقل أن ولادته كانت 8 شعبان.
وفي ص16 روى أنه وُلد ليلة الجمعة من شهر رمضان.
وفي ص19 نقل عن عمته حكيمة أنه لما ولد تكلم ونطق بالشهادتين وقرأ عدة آيات من القرآن الكريم،
وهذا مخالف لقوله تعالى في سورة النحل:
﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ (النحل/78).
إضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاته ما كان يعلم شيئاً من آيات القرآن حتى سن الأربعين من عمره فكيف أمكن لهذا الطفل الذي هو أحد أفراد أمته (هذا إن كان له وجود) أن يعلم القرآن منذ ولادته؟!
والرواية رقم 14 نقلت عن حكيمة هذه ذاتها رواية بشكل مختلف، هذا في حين أن كتاب البحار ذاته ينص في موضع آخر على أن حكيمة لم ترَ الطفل أصلاً.
وراوي الرواية 14 المشار إليها شخص مجهول يدعى «مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيّ». فلاحظوا أي أخبار مكذوبة اختلقوا باسم الإسلام.
ليس من المعلوم من كانت أمه؟!
في ص2 روى عن أبي الحسن أن اسم أم المهدي «نرجس».
وفي ص5 روى أن اسمها «صيقل» أو «صقيل» وأنها ماتت في زمن حياة زوجها الإمام العسكري.
وفي ص7 روى أن اسم أمه «مليكة بنت يشوعا».
وفي ص15 أورد حديثاً جاء فيه أن اسم أمه كان «ريحانة»،
ورواية أخرى أن اسمها كان «سوسن»،
وفي ص23 أن اسمها كان «حكيمة»،
وفي ص24 أن اسمها كان «خمط»،
وفي ص28 أنه كان «مريم بنت زيد العلوية».
وأما رواة هذا الباب وتلك الأحاديث فإليكم أحوالهم من وجهة نظر علماء الرجال الشيعة:
الرواية الأولى لا سند لها ولا مستند.
والرواية الثانية تقول «أخبرني بعض أصحابنا» دون أن تبيِّن من هم هؤلاء الأصحاب ومن أي بلد هم؟ وهل كانوا عدولاً أم فسّاقاً؟ فهم مجهولون كلياً.
الرواية الثالثة رواها «الْحُسَيْنِ بْنِ رِزْقِ اللهِ» وهو مهمل لا ذكر له في كتب الرجل فلا ندري هل كان له وجود حقيقي أم لا، وهل كان مسلماً أم كافراً؟ فاسقاً أم عادلاً؟ صادقاً أم كاذباً؟!
وقد روى عن «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ» وهو أيضاً -طبقاً لكتب رجال الشيعة- مجهول. إذن لقد أتانا مجهول عن مجهول بإمام وحجة!!
هذا بالنسبة إلى الرواة. وأما بالنسبة إلى متن تلك الروايات،
فإن حكيمة بنت الإمام الجواد تقول: لقد حضرتُ ساعة ولادته وكنت قابلته ورأيته، ولكن المجلسيُّ يروي في ص364 من «بحار الأنوار» عن حكيمة هذه ذاتها أنها سُئلت هل رأيتِ ذلك الوليد للحسن العسكري؟ فأجابت: لم أره ولكنِّي سمعت به!.
أالرواية الرابعة فراويها «الحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ» وهو أيضاً مجهول ومذهبه
غير معلوم.
والرواية الخامسة في سندها «عَلِيُّ بْنِ مُحَمَّدٍ» مجهول الحال ومشترك بين عدة أشخاص.
الرواية السادسة رواها «الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ» الذي يقول عنه أهل الرجال «لا وجود لمثل هذا الشخص» أي أنه لم يُخْلَق أصلاً!.
ونقل هو عن «نَسِيمٍ ومَارِيَةَ» وكلاهما مجهولان أيضاً. وهذان المجهولان قالا إن الطفل عندما وُلد عطس واعتبر نفسه حجَّةَ الله!!
ولم يوجد يسأل هذين الراويين المجهولين أليس الله هو الذي يعلن حجية شخص؟ أم أن كل طفل صغير يمكنه أن يعلن أنه حجةُ الله؟.
يؤكد القرآن أن لا حجة بعد الرسل، وهذا يعمّ كل إنسان طفلاً كان أم غير طفل وإماماً أم مأموماً.
الرواية السابعة : رواها عن «إِبْرَاهِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ» وهو مجهول مشترك بين عدة أشخاص، عن «نَسِيمٍ خَادِمِ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع)» الذي لا يدري أحد من هو وما صفته؟ وهل كان عادلاً أم فاسقاً؟!
الرواية الثامنة : في سندها «نَسِيمٍ خَادِمِ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع)» المجهول ذاته.
الرواية التاسعة : في سندها «إِسْحَاقُ بْنُ رِيَاحٍ الْبَصْرِيِّ» المهمل ومجهول الحال كما في كتب علم الرجال.
الرواية العاشرة : مروية عن «مَاجِيلَوَيْهِ» عن «أَبِي عَلِيٍّ الْخَيْزَرَانِيِّ» مجهول الحال والمذهب، عن أَمَةٍ لا نعلم شيئاً عن اسمها ولا عن صفتها.
حقاً إن الإنسان ليتعجب، ويتساءل أي حجة وأي أصل أو فرع للدين يمكن إثباته بتجميع مثل هذه الروايات المجهولة التي يرويها مجاهيل عن مجاهيل؟!
الرواية الحادية عشرة : رواها «ابْنُ المُتَوَكِّلِ» وهو اسم مجهول الهوية عن«أَبِي غَانِمٍ الْخَادِمِ» مجهول الحال ومجهول الاسم!
والرواية الثانية عشرة : مروية عن «أَبِي المُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ» المجهول عن«مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّيْبَانِيِّ»(قال العلامة الحلي في رجاله: «قال النجاشي قال بعض أصحابنا إنه كان في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من الغلو) الذي كان من الغلاة القائلين بالتفويض وهي عقيدة تفضي إلى الكفر. عن «بِشْر بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَّاس» المجهول والمهمل في كتب الرجال.
إلا أن المامقاني أراد أن يوثق هذه الراوي الأخير بواسطة هذه الرواية التي تبين محاورته لأمَّ إمام الزمان وشرائه لها. ولكنه مشتبه في ذلك لأنه لا يمكن معرفة حاله من هذه الرواية ذاتها بل لا بد أن يكون حاله معروفاً من قبل وأن يكون ثقة كي تقبل روايته [ثم تصبح مستنداً لرفع جهالته]،
وإلا فقد تكون الرواية موضوعة من أساسها. هذا فضلاً عن أن الرواية ذاتها تتضمن ذمه لأنه كان نخّاساً أي بائعاً للعبيد وقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النخّاس من أسوأ الناس وقال: «شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ النَّاسَ»(أخرجه المحدث الكليني في الكافي، باب الصناعات، ج 5 / ص 114.) فانظروا كيف يريد أسوأ الناس أن يعرّفنا بأمّ الحجة!
الرواية الثالثة عشرة : رُويت عن هذا النخاس المجهول أيضاً فهي ضعيفة كسابقتها.
الرواية الرابعة عشرة : عن «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل» مجهول لدى علماء الرجال عن مجهول آخر باسم «مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيِّ».
الرواية الخامسة عشرة : عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا» الذي اعتبره جميع علماء الرجال ضعيفاً من ناحية دينه.
الرواية 16 ، في سندها رجل مجهول الحال والاسم أي جاء بعبارة «عن رجل»!! فبالله عليكم هل يسمى مثل هذا حديثاً؟!
الرواية 17 : عن «مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيِّ» أحد رواة الحديث رقم 14 المجهول ذاته.
الرواية 18 :عن «مَاجِيلَوَيْهِ» عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ» مجهول الحال كما يقول علماء الرجال الشيعة، عن مجهول آخر باسم «الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ» عن «حَمْزَةَ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ» الذي لا ندري ما إذا كان له وجود حقيقي أم لا. وهو يقول لقد بُشّرتُ أن أبا محمد رُزق ولداً.
ولا أحد يعلم من هو الذي بشره بهذا ولماذا بشره وماذا كان عمله؟!
اليوم سكان إيران الذين يربو عددهم على الثمانين مليون نسمة يسمعون كل سنة من قراء المراثي والمدائح البشارة بولادة المهدي فهل يا ترى هذه البشارة لحفظ الدكان أم أن المبشرين رؤوا المهدي فعلاً ويقومون بهذا التبشير قربةً إلى الله!!
ثم إن هذا الراوي المجهول يقول إن ذلك الطفل يُكَنَّى بأبي جعفر وهذا يخالف ما جاء في روايات أخرى من أن كنيته هي كنية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذاتها، ونحن نعلم أن كنية رسول الله لم تكن أبا جعفر، كما أن ذلك الراوي لم ير ذلك الطفل بعينه، وهذا هو حال رواة جميع الروايات الثماني عشر التي ذكرناها حيث لم ير معظمهم أو كلهم ذلك الطفل.
الرواية 19 : عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا» الذي أجمع علماء الرجال على تضعيفه كما مرّ في الحديث رقم 15، عن «مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلَانَ» مجهول الحال، عن أبيه عن جده مجهولي الحال عن «غِيَاثِ بْنِ أَسَدٍ» مجهول الحال أيضاً.
فانظروا إلى هذه الروايات المروية عن مجاهيل، هل يسوى مئة ألفٍ منها فلساً واحداً؟!
حسناً فماذا قال «غِيَاثُ بْنُ أَسَدٍ» المجهول هذا؟
لقد قال فيما قاله: «لَمَّا وُلِدَ الْخَلَفُ المَهْدِيُّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ سَطَعَ نُورٌ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ ثُمَّ سَقَطَ لِوَجْهِهِ سَاجِداً لِرَبِّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وهُوَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ والمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ..»!!
فحتى لو لم يكن ذلك الراوي مجهولاً لما أمكن قبول كلامه الخرافي هذا.
الرواية 20 : رواتها رواة الرواية 19 ذاتهم ولكننا نجد هنا فكرة خرافية أخرى وهي قول الرواية أن أمهات الأئمة لا يصيبهم نفاس ولا يرون دمه! أي أنهم ليسوا كسائر البشر، وهذا يخالف آيات الله التي يقول تعالى لنبيه فيها: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَ-رٌ مِثْلُكُمْ﴾ (الكهف/110).
والعجيب أنه يذكر في ص19 حديثاً عن حكيمة فيه أنها لما ذهبت في اليوم الثالث رأتها في حالة النفاس!! فكيف يمكننا أن نقبل بهذه الروايات المتعارضة والمتناقضة.
الرواية 21 : عن «أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُمِّيِّ» مجهول الحال.
الرواية 22 : عن «الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ» مجهول الحال الذي قال: إنني هنأت الإمام العسكري بولادة ابنه، حسناً فهل رأى ذلك الولد أم لا؟ الرواية ساكتة. فما فائدة التهنئة وحدها؟ لا شيء.
الحديث23: عن «عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابٍ» مجهول الحال. فهل يثبت شيء برواية المجاهيل؟
الحديث 24 : عن «الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ» المجهول الذي روى الحديث 22.
الحديث 25 : يروي عن حكيمة أنها رأت الطفل وولدته في حين أنه في ص364 رواية عنها بأنها لم تر ولم تسمع وكذَّبت هذا الحديث!.
الحديث 26 : روى عن «علي بن سميع بن بنان» مجهول الحال ومهمل. قال أنه رأى حكيمة أم المهدي في حال النفاس وهذا مناقض للرواية 20.
الحديث 27 : عن «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ» عن «حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا» وكلاهما مجهول الحال في كتب رجال الشيعة. فالحديث كالأحاديث السابقة لكنه يتضمن خرافة لا توجد فيها وهي قوله أن المهدي كان ينمو كل يوم بمقدار سنة بما معناه أن الطفل الذي وُلد منذ خمسة عشر يوماً يصبح عمره خمسة عشرة عاماً يعني أنه ليس بش-راً مثلكم بل بش-رٌ غيرُكُم!
الحديث 28 :عن «حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا» مجهول الحال ذاته. وقد نصَّ جميع علماء الشيعة على أن حديث الراوي المجهول لا يصح ولا يُعتمد عليه فكيف جمع المجلس-يُّ روايات المجاهيل هذه لاسيما في موضوع حساس هو في نظرهم أصلٌ من أصول الدين والعقائد؟
الحديث 29 : ذُكر دون بيان راويه بل جاء بصيغة «رُويَ» فلا يعلم أحدٌ اسم راويه ولا حاله ولا مذهبه بل لا نعلم هل له وجود فعلي أم لا؟ وقد روى عن بعض أخوات أبي الحسن لكنه لم يبين من هنّ؟؟ فهي إذن رواية شخص مجهول الاسم والصفة عن آخرين مجهولي الاسم والصفة!.
الحديث 30 :رَوَى عَلَّانٌ بِإِسْنَادِهِ، ولا نعلم من هو علان وما هو إسناده؟! وقد روى أموراً لا بد أن يوضح التاريخ صدقها من كذبها مع أننا لا نجد أي إشارة في التاريخ إليها، وهي أنه السيد (أي المهدي) ولد بعد سنتين من وفاة أبي الحسن. ولا بد أن نسأل هنا: أيُّ سيد؟ وأيُّ أبي الحسن؟. فنحن لم نكن وقت الرواية حتى نسأل، وعلان الراوي لم يسأل أيضاً فإذا كان مقصوده من أبي الحسن الإمام العسكري وأن ابنه ولد بعد سنتين من وفاته فهذا دليل على أن الرواية كذب لأنه لا يوجد طفل يبقى في رحم أمه سنتين. فلا أدري لماذا يقوم علماء الشيعة هؤلاء بجمع مثل هذه الروايات التي كَذِبُها مسلَّمٌ وأوضحُ من الشمس؟!!
الحديث 31 : يرويه «مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّلْمَغَانِيُّ» عديم الدين الذي يروي المجلس-ي ذاته أنه ادعى النيابة فصدرت توقيعات عن الإمام في لعنه، وأراد أن يشارك «الحسين بن رَوْح» في أخذ الأموال الش-رعية فلعنه «الحسين بن رَوْح». هذا الشَّلْمَغَانِيُّ كان [يتظاهر بأنه] ( ثالث السفراء الأربعة المتتالين للمهدي المنتظر خلال غيبته الصغرى حسب عقيدة الإمامية.) من العلماء والمؤلفين لكتب الشيعة ولكنهم لما لم يعطوه وكالة ولا رئاسة أظهر كفره. فإذا عرفنا ذلك فقد رُويت هذه الرواية والرواية التالية رقم 32 عن هذا الشخص عن شخص مجهول آخر عن الإمام العسكري أن الإمام أرسل له شاتين عقيقة وأمره بأن يأكل منهما ويطعم الآخرين، ولا ندري ما هو المقصود من ذكر هذا الحديث وماذا يريد المجلس-ي أن يثبت بهذه الرواية الضعيفة المبهمة؟
الحديث 33 : من رجال سنده «الْخَشَّاب» وهو مهملٌ ومجهول. وأما متن حديثه فيقول: «إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّى إِذَا مَدَدْتُمْ إِلَيْهِ حَوَاجِبَكُمْ وأَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَ بِهِ ثُمَّ بَقِيتُمْ سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيّاً مِنْ أَيٍّ واسْتَوَى فِي ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَبَيْنَمَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَعَ اللهُ نَجْمَكُمْ فَاحْمَدُوهُ واقْبَلُوهُ».
وعلينا أن نسأل ما هي علاقة هذا الحديث بالمهدي؟!
الحديث 34 : مرويٌّ عن «مُنَجِّمٍ يَهُودِيٍّبِقُمَّ» وكلنا يعلم أن اليهود أعداء الإسلام فأي فائدة نرجوها من رواية يهودي؟! إضافة إلى ذلك فقد روى الشيعة أنفسهم نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تصديق العرافين والمنجمين وأن من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر(رواه الشيخ الصدوق في الأمالي فِي مَنَاهِي النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ نَهَى عَنْ إِتْيَانِ العَرَّافِ وَقَال مَنْ أَتَاهُ فَصَدَّقَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِل عَلى مُحَمَّدٍ (ص). (بحار الأنوار، ج 76 / ص 213). فهل يمكن اعتبار مثل هذه الروايات سنداً وحجة؟!!
الحديث 35 : رواه صاحب «كشف الغمَّة» (هو أبو الحسن على بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي من علماء الإمامية البارزين في القرن السابع الهجري، أكمل كتابه هذا عام 687 ه-، وتوفي في بغداد عام 693 ه- ودفن فيها. وأشهر كتبه هو كتابه المشار إليه:
«كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم السلام»).
قائلاً إن شخصاً (مجهولاً) روى عن الإمام العسكري... - هذا رغم أنه هناك عدة قرون تفصل بين صاحب «كشف الغمَّة» والإمام العسكري!! - أن الحجة بن الحسن (المهدي)
ولد في «سرّ من رأى» سنة 258ه-. ولكن قراء مراثي العزاء في إيران يروون ما يخالف ذلك بعد مض-ي سنوات عديدة على ذلك النقل فما فائدة هذه الرواية إذن؟! ومثلها الرواية 36 المنقولة عن كتاب «الإرشاد» للشيخ المفيد مع أنه كتاب تاريخي ومع أن الشيخ المفيد متأخر عن الإمام العسكري بقرنين من الزمن!.
كذلك الحديث 37 : منقول عن كتاب «كشف الغمة». فهل تقوم الحجة بالنقل عن مثل تلك الكتب؟! لا بالطبع، إلا أن نقول إن كل ما ذُكر في كتب التاريخ فهو حجة دينية. وهنا ينقل المجلسي عن كذاب يدعى «سهل بن زياد» أموراً تخالف العقل والقرآن من جملتها أنه عندما يولد الإمام يظهر عامود من نور يستطيع من خلاله أن ينظر إلى الخلائق وإلى أعمال الناس وأن يرى أفعالهم!!.
ينقل المجلسي أنه لما أرادت «حكيمة» أن تلد في الليل لم يكن يُشاهَد في بطنها أي علامات للحمل فتعجب الإمام فقالت له: لا تعجب نحن الأوصياء لا نحمل الجنين في بطوننا بل في جنوبنا، ولا نخرج من الأرحام بل من نخرج من فخذ أمنا اليمنى!!. وينبغي أن نقول هل تثبت حجة بكتابة مثل هذه الخرافات. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والخلاصه
لاي مدقق قرا هذه الروايات لن يصل بعد إلى أي شيء في هذا الباب فكل رواياته ضعيفة ورواته مجهولون أو فاسدو العقيدة. ولنبدء في التدقيق بالباب الخاص باسمائه والقابه
باب أسمائه وألقابه وكناه وعللها:
الحديث 1:مروي عن أكذب الخلق «مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ» (قال عنه ابن داود الحليّ في رجاله: «محمد بن جمهور أبو عبد الله العمي ضا [كش] ضعيف الحديث فاسد المذهب [جش] قيل فيه أشياء الله أعلم بها من عظمها [جخ] عربي بصري غال [غض] غال فاسد الحديث،
رأيت له شعراً يحلل فيه حرمات الله تعالى.» رجال ابن داود، طهران، انتشارات دانشگاه، 1383هجري شمسي، ص 502.) وهو يرويه بواسطة واحدة «عمّن ذكره»
دون أن يبين اسم هذا الذي ذكره ولا هويته! وينسب إلى الإمام الباقر قوله:
«لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ضَجَّتِ المَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ بِالْبُكَاءِ والنَّحِيبِ وقَالُوا إِلَهَنَا وسَيِّدَنَا أَتَغْفَلُ عَمَّنْ قَتَلَ صَفْوَتَكَ وابْنَ صَفْوَتِكَ وخِيَرَتَكَ مِنْ خَلْقِكَ فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهِمْ قَرُّوا مَلَائِكَتِي فَوَ عِزَّتِي وجَلَالِي لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ (ع) لِلْمَلَائِكَةِ فَسَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُمْ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِذَلِكَ الْقَائِمِ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ!». لنا أن نسأل إن هذا الكلام – ضجيج الملائكة وخطابهم لِلَّهِ وما قاله الله لهم..الخ -كله من الأمور المغيبة ولا يمكن لأحد أن يعلمها إلا من طريق الوحي، فهل كان يوحى إلى الإمام الباقر (ع)؟؟ كيف ذلك وقد قال الإمام عليٌّ (ع) [عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم] في نهج البلاغة «ختم به الوحي»، أي أن الوحي اختُتم بنبيّ الإسلام، فكيف علم الإمام الباقر ببكاء الملائكة. هل هناك قول باطل أكثر من هذا.
الحديث 2: عن «الحسن بن علي الكوفي» مجهول الحال عن مجهول آخر وهو عن مجهول ثالث عن «عمرو بن شمر». لاحظوا بالله عليكم: مجهولٌ عن مجهولٍ عن مجهولٍ، ألم يكن لمُدَوِّني تلك الروايات عمل وشغل؟ وأما متن الرواية فجاء فيه: «وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ أَمْوَالُ الدُّنْيَا كُلُّهَا مَا فِي بَطْنِ الْأَرْضِ وَظَهْرِهَا فَيَقُولُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَى مَا قَطَعْتُمْ فِيهِ الْأَرْحَامَ وَسَفَكْتُمْ فِيهِ الدِّمَاءَ ورَكِبْتُمْ فِيهِ مَحَارِمَ الله فَيُعْطِي شَيْئاً لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ..» فأقول : أجل يمكن للرواة أن يخترعوا ما يريدونه ومن الواضح أن هذه الروايات كُتِبَت لتطميع الناس.
الحديث 3 : لا سند له أصلاً. ومتنه يقول: «سُمِّيَ الْقَائِمُ (ع) قَائِماً لِأَنَّهُ يَقُومُ بَعْدَ مَوْتِ ذِكْرِهِ». فيجب أن نسأل ما الفائدة من هذا الكلام وما الذي يثبته ومن هو قائله أساساً؟؟
الحديث 4 : عن «ابْنِ عُبْدُوسٍ» مجهول الحال وهو عن مجهول آخر عن مجهول ثالث عن مجهول رابع عن الإمام الرضا أنه سُئِلَ: «فَمَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحَسَنِ؟ فَبَكَى (ع) بُكَاءً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مِنْ بَعْدِ الْحَسَنِ ابْنَهُ الْقَائِمَ بِالْحَقِّ المُنْتَظَرَ..»، ولا ندري الذي أبكاه؟ ليس في الرواية ما يوضح ذلك!
الحديث 5 : مرفوع دون ذكر راويه!
الحديث 6: رواه عن «عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الحَضْ-رَمِيِّ» المجهول أو الضعيف ولا يحتوي متنه على أي فائدة.
الحديث 7 : كالحديث السابق.
الحديث 8 : رواه راوٍ مجهول دون بيان الرواة قبله عن الإمام الباقر أنه قال إن آية ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا... ﴾ (الإسراء/33) نزلت في الإمام الحسين عليه السلام! أفلم يوجد من يقول لأولئك الرواة الكذبة: إن «قُتِل» فعل ماضٍ وحين نزلت هذه الآية لم يكن الإمام الحسين مظلوماً ولم يُقتَل بعد، والآيات التشريعية في القرآن لا تختصُّ بأشخاص معينين.
الحديث 9: نقله عن «كشف الغمة» الذي كُتب في القرن السابع (سبقت ترجمته قبل صفحات وأنه من علماء الإمامية في القرن السابع وتوفي 693 ه-.)حيث روى عن أناس مجهولين أن كنية المهدي هي «أبو القاسم» وأن له اسمان، ولا نعلم ما هو مستنده في ذلك.
الخلاصه تلك هي أحاديث هذا الباب وهي كما لاحظنا لا تفيدنا شيئاً ولا تبين لنا مجهولاً.
باب النهي عن التسمية:
الحديث 1: بسنده عن «أبي خالد الكابلي» أنه سأل الإمام الباقر فقال: «جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ وَصَفَ لِي أَبُوكَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ بِصِفَةٍ لَوْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ لَأَخَذْتُ بِيَدِهِ.
قَالَ: فَتُرِيدُ مَاذَا يَا أبَا خَالِدٍ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُسَمِّيَهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ بِاسْمِهِ!
فَقَالَ: سَأَلْتَنِي وَالله يَا أبَا خَالِدٍ عَنْ سُؤَالٍ مُجْهِدٍ ...»
أولاً : من الواضح أن أغلب رواة أمثال هذه الروايات كانوا أشخاصاً بسطاء وأميين ومجهولين، فما معنى السؤال عن اسم وصفة صاحب الأمر؟ إذا كان يقصد بصاحب الأمر المهدي فإنه لم يكن له وجود زمن الإمام الباقر، فما الفائدة من السؤال عن صفته؟ هل يريد السائل أن يعرفه حتى إذا صادفه في الطريق يأخذ بيده؟!
ثانياً: الرواية تذكر أن الإمام أجب السائل قائلاً: سَأَلْتَنِي وَالله يَا أبَا خَالِدٍ عَنْ سُؤَالٍ مُجْهِدٍ!...، أفلم يقل له السائل: بل إنه أمر بسيط جداً وسؤال في غاية السهولة، فأين صعوبته، هل هو معادلات هندسية؟! لاحظوا متن الرواية، لا السؤال فيها معقول ولا الجواب.
حديث 2: عن رجل مجهول عن «أبي هاشم الجعفري». وأبو هاشم هذا رجل مضطرب الحديث نجد في رواياته تناقضات كثيرة. ففي الكافي يروي عن الإمام الجواد أنه دله على اسم الإمام الثاني عشر وصفته وهويته. ولكنه هنا وبعد مدة روى عن الإمام الهادي أنه لم يعرِّفْه «بِالخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الخَلَفِ»، واكتفى ببيان أنه لا يحل ذكر اسمه
ولا ندري ما السر في تحريم اسمه؟! إذا كان هو الخوف عليه فهو لم يكن موجوداً بعد في زمن أبي هاشم. هنا يقول المجلسي أنه قد صُرِّح باسمه في خبر اللوح. فينبغي أن نقول إن خبر اللوح كذب من أساسه،
وباختصار، لقد أتى المجلسي في هذا الباب بثلاث عشرة رواية كلُّها تنصُّ على أن ذكر اسم المهدي ممنوع ومحرَّم، فنسأل لماذا كان محرماً؟ هل هذا التحريم من الله وما الدليل عليه؟!
ثانياً: هل هكذا تكون حجَّةُ الله، لا يستطيع أحد أن يذكر اسمه ولا يرى شخصه؟!
ينبغي أن نقول: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (الأنعام/144).
ثم إذا كان ذكر الاسم حراماً أمام الأعداء خوفاً من أذاهم فما وجه حرمته أمام الأصدقاء؟!
وإذا كان ذكر اسمه حراماً
فلماذا ذكر الأئمة السابقون اسمه في رواياتهم – الموضوعة على ألسنتهم بالطبع –؟
ومن العجيب ما جاء في الخبر 13 من أن عُمَرُ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (ع) عَنِ المَهْدِيِّ فقَالَ:
«يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ! أَخْبِرْنِي عَنِ الْمَهْدِيِّ مَا اسْمُهُ؟
قَالَ: أَمَّا اسْمُهُ فَلَا! إِنَّ حَبِيبِي وَخَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِاسْمِهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ!... ». فينبغي أن نقول:
أولاً: إن الله لا يبعث إماماً فالبعثة مختصة بالرسل،
وثانياً: ليس في دين الإسلام أمورٌ سرِّيَّةٌ يقولها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه ويكتمها عن بعضهم الآخر، بل لقد أبلغهم جميعاً على حدٍّ سواء كما جاء في قول الله لِنِبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ﴿فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ (الأنبياء/ 109) وقوله تعالى: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ المُبِينُ﴾ (العنكبوت/18).
باب صفاته وعلاماته ونسبه:
الخبر 1: رواه «مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ» مجهول الحال عن «أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ» الفاسق عن «بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصْرِيِّ» مجهول الحال أيضاً، هؤلاء المجاهيل روى بعضهم عن بعض عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: «لَا يَكُونُ الْقَائِمُ إِلَّا إِمَامَ بْنَ إِمَامٍ..».
نقول : حسناً، فأي إمام يقصدون؟ إذا كان المقصود إمام هداية فهم آلاف مؤلفة وإذا كان المقصود الرئيس والحاكم، قلنا إن كل رئيس وحاكم يعتبر نفسه إماماً فالإمام في اللغة يأتي بمعنى الحاكم والممسك بزمام السلطة. فهذا الخبر مثله مثل من يقول إن اللبن أبيض!
الخبر 2 : رواه «الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ» المجهول عن «مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الضَّبِّيِّ» عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: «قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (ع) إِنَّ شِيعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِيرٌ ووَاللهِ مَا فِي أَهْلِ الْبَيْتِ مِثْلُكَ كَيْفَ لَا تَخْرُجُ؟ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَطَاءٍ! قَدْ أَمْكَنْتَ الْحِشْوَةَ مِنْ أُذُنَيْكَ واللهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ! قُلْتُ: فَمَنْ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: انْظُرُوا مَنْ تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ فَهُوَ صَاحِبُكُمْ».
قلنا : ولكن الشيعة تدّعي أنها تعرف ولادته وقد أوردوا أخباراً في كتبهم حول ولادته؛ إذن كل تلك الأخبار كاذبة بناء على قول الإمام الباقر (ع) [في هذه الرواية].
الخبر2 : رغم أن هذا الخبر هو الخبر الثالث إلا أن المجلسي سَهى فاعتبره الخبر الثاني! والخبر رواه «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ» - وهو من الغلاة الذين هم أسوأ من المشركين - عن مجهول يُدعي «مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ المُقْرِي» عن فاسق يدعى «عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ» عن مجهول ثانٍ باسم «بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ» عن مجهول ثالث باسم «الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ» عن مجهول رابع باسم «سُفْيَانَ الْجَرِيرِيِّ» أنه قال: قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى – وهو ضعيف في رأي المامقاني – يَقُولُ: واللهِ لَا يَكُونُ المَهْدِيُّ أَبَداً إِلَّا مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (ع).
قلنا إن ابن أبي جعفر المنصور الدوانيقي [الخليفة العباسي] كان اسمه المهدي، مما يظهر أن الراوي أقسم كذباً. وأي حديث هذا الذي يخالف الواقع فلدينا في زمننا هذا مئات آلاف السادة وقراء المراثى اسمهم «المهديّ» مع أنهم ليسوا من أولاد الحسين (ع(لا يخفى ما في استدلال المؤلف هنا من ضعف شديد لأن المقصود بالرواية أن المهدي الحقيقي (صاحب اللقب) سيكون من ذرية الحسين (ع) وليس المقصود كل من اسمه المهدي.)
الخبر 3: بالإسناد ذاته عن مجهول عن مجهول آخر عن مجهول ثالث (حسب قول المامقاني) عن «زيد بن علي» أنه قال: «المُنْتَظَرُ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي ذُرِّيَّةِ الحُسَيْنِ».
قلنا : نعم، ولكن «زيد بن علي بن الحسين» كان يعتبر نفسه إماماً وكان يقول: «ليس الإمام منا من جلس في بيته وأرخى عليه ستره وثبط عن الجهاد ولكن الإمام منا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حق جهاده ودفع عن رعيته وذب عن حريمه»،(الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، باب ما يفصل به بين دعوى.. ح16، ج1/ص357.) ولم يكن يعتقد بإمامة أخيه الإمام الباقر (ع)، فمن المضحك حقاً أن يستدل الشيخ الطوسي والعلامة المجلسيُّ بكلام منسوب إليه على مهديهما الموهوم.
الخبر 4: رواه «الأسدي» - وهو من الغلاة - عن «البرمكي» المغالي أيضاً بل الكذاب والملعون، عن عليٍّ عليه السلام خبراً موضوعاً يقيناً يقول فيه الإمام: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَبْيَضُ مُشْ-رَبٌ حُمْرَةً مُبْدَحُ الْبَطْنِ عَرِيضُ الْفَخِذَيْنِ عَظِيمٌ مُشَاشُ المَنْكِبَيْنِ.... الخ».
قلنا : وهذه الأوصاف يمكن أن تنطبق على آلاف الأشخاص. ثم ما هي فائدة هذا النقل وأي أصل للدين أو فرع يثبت به؟ لا شيء بالطبع. وفي هذا الخبر، وبعد أن يذكر أوصاف الخارج وأن يفعل كذا وكذا يقول: «فَإِذَا هَزَّ رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ووَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وأَعْطَاهُ اللهُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً ولَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وفِي قَبْرِهِ وهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ ويَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ (ع)!».
الخبر 5 : مهملٌ أكثر من جميع الأخبار التي سبقته لأن رواته المجاهيل جميعاً نقلوا عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «إِنَّ الْعِلْمَ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنْبُتُ فِي قَلْبِ مَهْدِيِّنَا كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ عَنْ أَحْسَنِ نَبَاتِهِ فَمَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ حَتَّى يَلْقَاهُ فَلْيَقُلْ حِينَ يَرَاهُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ والنُّبُوَّةِ ومَعْدِنَ الْعِلْمِ ومَوْضِعَ الرِّسَالَةِ. ورُوِيَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَلَى الْقَائِمِ (ع) أَنْ يُقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ.».
قلنا العلم علمان: إما وهبي عن طريق الوحي أو اكتسابي عن طريق التعلُّم، فيا تُرى أي نوع من العلم هذا الذي يَنْبُتُ فِي قَلْبِ مَهْدِيِّنَا كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ؟!! وثانياً: هل كان أصحاب الباقر يتوقعون لقاء المهدي الذي لم يكن قد ولد وبعد؟ وثالثاً: ما معنى «بقية الله»؟ وهل لِ-لَّهِ تعالى أجزاء وبقايا؟؟ لقد نسبوا إلى الإمام كُلَّما هوته أنفسهم، ولما كان معظمهم أميين فلا تعجب من أن يأتوا بمثل هذه الكلمات غير المعقولة.
الخبر 6: تكرارٌ للخبر 13 الذي جاء في الباب السابق، فما هو المقصود من تكرار هذه الأخبار سوى تضييع الوقت!!
الخبر 7: هو الخبر الثاني من هذا الباب ذاته والذي بيَّنَّا أنه لا اعتبار له، حيث ينسب إلى الإمام الباقر أنه بعد قوله: «لَا واللهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ » قال: «ولَا يُشَارُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا بِالْأَصَابِعِ ويُمَطُّ إِلَيْهِ بِالْحَوَاجِبِ إِلَّا مَاتَ قَتِيلًا أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ...».
قلنا : فهل هذا يُعَدُّ حديثاً؟! لا أدري كيف يكرِّرُ المجلسيُّ مثل هذه الخرافات؟!
الخبر 8: هذا الخبر مخالفٌ لمذهب الشيعة الإمامية الذين يحص-رون «أولي الأمر» بأئمتهم الاثني عشر ويعتبرون كل واحد منهم «صاحب الأمر» ولكن هنا يقول الراوي للإمام الرضا «إِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ» فينفي الإمام الرضا ذلك عن نفسه ويقول: «مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَ الْكُتُبُ إِلَيْهِ وأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وسُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وحُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ لِهَذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِيَّ الْمَوْلِدِ».
قلنا قول الرضا (ع): «إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» مخالفٌ للمشهور لدى الشيعة الذين يروون أن الأئمة قالوا: «ما منا إلا مسموم أو مقتول» فكيف لم ينتبه المجلسيُّ إلى هذا الأمر وأتى بهذا التناقض؟
الخبر 9 : رواه «عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى» مجهول الحال والمذهب عن مجهول آخر باسم «عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ» عن أبيه المجهول أيضاً قال: «لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (ع) فَقُلْتُ لَهُ :.... مَتَى الْفَرَجُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الشَّرِيدَ الطَّرِيدَ الْفَرِيدَ الْوَحِيدَ الْفَرْدَ مِنْ أَهْلِهِ المَوْتُورَ بِوَالِدِهِ المُكَنَّى بِعَمِّهِ هُوَ صَاحِبُ الرَّايَاتِ واسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ».
قلنا : فلينظر القارئ: هل يفيد هذا الخبر علماً أو يحل لنا مشكلة؟ كلا والله.
الخبر 10 : مجهول عن مجهول عن مجهول آخر روى الخبر السابق المهمل ذاته.
الخبر 11: عدد من المجاهيل روى أحدهم عن الآخر الخبر المهمل رقم 9 عينه.
الخبر 12 : يروي [عن عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاصِلَةَ] أنه قال: «إن مطلوبكم يخرج من مكة.»
قلنا : هذه الرواية لا تفيد شيئاً فكم من الأشخاص خرجوا من مكة؟! فليس في هذه الصفة أي خصوصية أو تميز، لاسيما أن الرواية لم يتبين اسم الخارج ولا وصفه بل تركته مبهماً. فمثلاً محمد بن الإمام جعفر الصادق (ع) خرج من مكة مدعياً الإمامة فقُتل.
الخبر 13 : من رواته «أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ» الخبيث الملعون. ومتنه: «إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ والْحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُمُ الْقَائِمَ (ع)».
قلتُ : هل يمكننا قبول خبر مثل ذلك الراوي الذي لعنه الإمام؟
الخبر 14: رواه «مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ المَدِينِي» مجهول الحال عن «دَاوُدَ الرَّقِّيِّ» من الغلاة، أن الإمام الصادق (ع) قال له: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ آيَسُ مَا يَكُونُ وأَشَدُّ غَمّاً يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ واسْمِ أَبِيهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا اسْمُهُ قَالَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ واسْمِ أَبِيهِ اسْمُ وَصِيٍّ».
قلنا ُ : هذه الرواية إضافة إلى إحالتها إلى شخص مجهول، تخالف ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله عن المهدي: «اسم أبيه اسم أبي».
الخبر 15 : روى «عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ» مجهول الحال أن الإمام الباقر (ع) حدثه بأسلوب الألغاز والأحاجي فقال: «صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ أَصْغَرُنَا سِنّاً وأَخْمَلُنَا شَخْصاً! قُلْتُ: مَتَى يَكُونُ؟؟ قَالَ: إِذَا سَارَتِ الرُّكْبَانُ بِبَيْعَةِ الْغُلَامِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْفَعُ كُلُّ ذِي صِيصِيَةٍ لِوَاءً!». وقد علَّق المجلسيُّ على الحديث فقال: «بيانٌ: أصغرنا سنَّاً أي عند الإمامة. قوله: سارت الركبان أي انتشر الخبر في الآفاق بأن بويع الغلام أي القائم (ع). والصيصية: شوكة الديك وقرن البقر والضباء والحصن وكل ما امتنع به وهنا كناية عن القوة والصولة».
يعني أنه فكّ اللغز الذي ذكره الإمام، فإذا تساءلنا فما الفائدة من التحديث بذلك الشكل الملغز؟ ربما أجابوا: وماذا يخصك أنتَ من هذا؟!
الخبر 16: رواه عدة من مجهولي الحال ومتنه: «يَقُومُ الْقَائِمُ ولَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِأَحَدٍ».
قلنا أكثر الناس تنطبق عليهم هذه الصفة فما هو التميُّز إذن؟! ومثله الخبر التالي رقم17.
الخبر 18 : سأل: «شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ» - المجهول الذي لم يكن مؤمناً بإمام - الإمام الصادق «أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ؟ فقال: لَا! قُلْتُ فَوَلَدُ وَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا! قُلْتُ: فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا!. قُلْتُ: فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: الَّذِي يَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً لَعَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ يَأْتِي كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بُعِثَ عَلَى فَتْرَة».
قلنا فهل يجرؤ أحدنا أن يسأل: نحن منذ أكثر من ألف عام في فترة من الأئمة فأين الإمام الموعود ولماذا لم يأتِ إلى الآن؟
الخبر 19 : رواه «عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى» عَنْ «بَعْضِ رِجَالِهِ» (من هم هؤلاء الرجال؟ وما حالهم وصفتهم؟ لا أحد يدري) عَنْ «إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ظُهَيْرٍ» مجهول الحال عن مجهول آخر يدعى «إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ». فبالله عليكم هل هذا يُعَدُّ سنداً؟؟
وأما متنه ففيه: «نَظَرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ إِلَى الْحُسَيْنِ (ع)
فَقَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم سَيِّداً وسَيُخْرِجُ اللهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ والْخُلُقِ يَخْرُجُ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وإِمَاتَةٍ لِلْحَقِّ وإِظْهَارٍ لِلْجَوْرِ واللهِ لَو لَمْ يَخْرُجْ لَضُرِبَتْ عُنُقُهُ... الحديث».
قلنا : ما معنى لَو لَمْ يَخْرُجْ لَضُ-رِبَتْ عُنُقُهُ؟ ولماذا تض-رب عنقه؟ ومن الذي سيضرب عنقه؟ ولماذا أقسم الإمام على ذلك؟ أسئلة لعل إجابتها في بطن الراوي الوضَّاع.
الخبر 20 : شخص مجهول باسم «أحمد بن هوذة» يروي أن شخصاً يُدْعى «حمران» قال للإمام الباقر: «سَأَلْتُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ والْقَائِمُ بِهِ؟؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمَنْ هُوَ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي؟ فَقَالَ: ذَاكَ المُشْرَبُ حُمْرَةً الْغَائِرُ الْعَيْنَيْنِ الْمُشَرَّفُ الْحَاجِبَيْنِ عَرِيضٌ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ... الحديث».
قلت : فينبغي أن نقول للمجلسيِّ وغيره مِ-مَّن روى هذا الخبر:
أولاً هذا الخبر مناقض لعقيدتكم حيث تعتبرون كل واحد من الأئمة الاثني عش-ر ولي الأمر وصاحب الأمر.
وثانياً: الصفات المذكورة فيه للمهدي يوجد نظيرها لدى كثير من الناس فيا ترى هل كل من توفرت فيه هذه الأوصاف يكون صاحب الأمر؟!!
الخبر 21: كسابقه يرويه مجهول عن مجهول آخر ومتنه مبهمٌ لا فائدة فيه.
الخبر 22 : يرويه مجهولٌ باسم «الحسين بن أيوب» عن مجهول آخر حتى يصل السند «عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) أَوْ أَبُو عَبْدِ اللهِ (ع) الشَّكُّ مِنِ ابْنِ عِصَامٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! بِالْقَائِمِ عَلَامَتَانِ شَامَةٌ فِي رَأْسِهِ ودَاءُ الْحَزَازِ بِرَأْسِهِ وشَامَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ تَحْتَ كَتِفَيْهِ وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ ابْنُ سِتَّةٍ وابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ».
ثم قال المجلسيُّ في شرحه: «بيانٌ: لعلَّ المعنى ابن ستة أعوام عند الإمامة أو ابن ستة بحسب الأسماء فإن أسماء آبائه (ع) محمد وعلي وحسين وجعفر وموسى وحسن ولم يحصل ذلك في أحد من الأئمة (ع) قبله». ثم أضاف يقول:
«مع أن بعض رواة تلك الأخبار من الواقفية ولا تقبل رواياتهم فيما يوافق مذهبهم».
ولا ينقضي العجب من المجلسيُّ الذي يروي هذه الأخبار عن الواقفة أي عمَّن لا يؤمنون بإحدى عشر إمام فضلاً عن إيمانهم بالإمام [الثاني عشر] القائم الغائب، ليثبت به الإمام الثاني عشر!.
الخبر 23: يرويه «مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَيْسٍ» مجهول الحال الذي لا نعلم شيئاً عن شغله وديانته، ومجهول آخر مثله باسم «أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ» ومجهول ثالثٌ أيضاً باسم «مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيِّ» الثلاثة بسندهم عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ يُوسُفَ مِنْ أَمَةٍ سَوْدَاءَ يَصْلُحُ اللهُ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ».
قلت: ليت شعري! هل كان فاسداً حتى يصلحه الله في ليلة؟! فانظروا كيف يريد عدد من الناس أن يفتحوا للناس بمثل هذه المبهمات والكلمات المجملة أبواب الفتن ليقوم في كل فترة رجل باسم القائم فيضرب الناس بعضهم ببعض!
الخبر 24 : رواه مجهول باسم «عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ» عن مجهول آخر باسم «أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ» عن مجهول ثالث باسم «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيِّ» عن مجهول رابع باسم «الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ» أنه قال للإمام الباقر «قَوْلُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ أَهِيَ فَاطِمَةُ؟! قَالَ فَاطِمَةُ خَيْرُ الْحَرَائِرِ قَالَ المبدح [المُدَبِّحُ] بَطْنُهُ المُشْرَبُ حُمْرَةً رَحِمَ اللهُ فُلَاناً».
قلت: هذا الكلام لا يشبه كلام أمير المؤمنين فهو ليس من كلامه قطعاً. ثم إنه لا يوجد مسلم لا يعلم أن فاطمة بنت محمد (عليها السلام) كانت حرة ولم تكن أمة، اللهم إذا كان في غاية الحماقة. ثم إنه لا ينبغي للإنسان أي يفدي نفسه إلا لِ-لَّهِ، فانظروا هل تفيدنا هذه الرواية شيئاً؟!
الخبر 25: رواها القاسم بن محمد مجهول الحال عن مجهول آخر باسم أبي الصباح أنه قال: دخلت على الإمام الصادق (ع) فقال: «مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ سُرُورٌ مِنْ عَمِّكَ زَيْدٍ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ وأَنَّهُ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وأَنَّهُ ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ فَقَالَ كَذَبَ لَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ».
قلتُ : انظروا إلى أي حدٍّ كان أولئك الرواة يسيئون الكلام والظن بحق رجلٍ مجاهد جليل القدر كالإمام زيد بن علي بن الحسين (ع) وينسبون إليه قوله: «أنا ابْنُ سِتَّةٍ» أي حفيد ستة آباء وأجداد من الأئمة الذين سبقوه [مع أن آباءه من الأئمة ثلاثة وليسوا ستة وهم أبوه علي بن الحسين (زين العابدين) ثم جده الحسين بن علي ثم أبو جده علي بن أبي طالب فمن أين جاء عدد الستة؟].
وقد أراد المجلس-ي أن يحل هذا الإشكال فزاده تعقيداً حيث قال:
« بيانٌ: لعل زيداً أدخل الحسن (ع) في عداد الآباء مجازاً فإن العم قد يُسمَّى أباً، فمع فاطمة (ع) ستة من المعصومين»
هذا مع أن مفهوم العصمة من الأمور التي وضعتها الشيعة لاحقاً ولم يكن أي إمام يعتبر آباءه معصومين أو ينسب نفسه إلى أنه ابن عدد من المعصومين. وثانياً: ما علاقة هذه الرواية بالمهدي ابن الحسن العسكري؟ وليت شعري! هل كان المجلسي- يريد أن يكبِّر حجم كتابه حتى أتى بمثل هذه الروايات التي لا ربط لها بموضوع الباب!.
الخبر 26: رواه مجهول باسم عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عن مجهول آخر باسم مُحَمَّدٍ أو أَحْمَدَ ابْنَا الْحَسَنِ عن أبيه الذي هو مجهول الحال أيضاً عن مجهول آخر باسم ثَعْلَبَةَ بْنِ مِهْرَانَ عن مجهول آخر باسم يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ. هذا سند الرواية أما متنها فليس في صالح مخترعي الإمام ومسببي الفتن حيث يقول الراوي يزيد «خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي هَلْ صَاحَبَكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ نَعَمْ صَحِبَنِي رَجُلٌ مِنَ المُعْتَزِلَةِ قَالَ فِيمَا كَانَ يَقُولُ قُلْتُ كَانَ يَزْعُمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ يُرْجَى هُوَ الْقَائِمُ والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اسْمَهُ اسْمُ النَّبِيِّ واسْمَ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي النَّبِيِّ. فَقُلْتُ لَهُ فِي الْجَوَابِ: إِنْ كُنْتَ تَأْخُذُ بِالْأَسْمَاءِ فَهُوَ ذَا فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ لِي: إِنَّ هَذَا ابْنُ أَمَةٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ وهَذَا ابْنُ مَهِيرَةٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (ع) فَمَا رَدَدْتَ عَلَيْهِ قُلْتُ مَا كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ أَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ يَعْنِي الْقَائِمَ (ع)».
قلت: لاحظوا كيف أن أخبار المهدي هذه أصبحت سبباً للفتنة في كل عصر، وقد نقلوا أخباراً صادقة أو كاذبة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بما في ذلك عدد من محدثي الإمامية – أن اسم المهدي محمد واسم أبيه عبد الله أي أن اسمه «محمد بن عبد الله».
وكانت هذه الأخبار حجَّةً للنفس الزكية من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (ع) الذي كان اسمه «محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب» فثار في المدينة ضد سلطان وقته أبي جعفر المنصور الدوانيقي، وبايعه المئات بل آلاف الناس بما في ذلك أولاد الإمام جعفر الصادق (ع)،
فأدت ثورته لمقتل المئات ومقتله هو أيضاً، وكم من الأموال سلبت وكم من الأنفس أزهقت، ولم تحصل أي فائدة من تلك الثورة سوى الفتنة واشتداد الفساد. ثم إن المجلسي وغيره من مشايخ الإمامية يروون رواية تنصُّ على أن اسم المهدي هو محمد بن عبد الله - كما يرويه أهل السنة - هذا في حين أن الإمامية تنتظر قيام شخص آخر! [باسم محمد بن الحسن].
الخبر 27: رواه مجهول باسم علي بن أحمد عن مجهول آخر باسم عبد الله بن موسى عن كذاب عن ملعون يدعى أبي الجارود أنه قال: «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (ع) أَنَّهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْأَمْرُ فِي أَصْغَرِنَا سِنّاً وأَخْمَلِنَا ذِكْراً».
قلت: أي فائدةٍ نفيدها من هذا الإجمال، والحال أن آلاف الأشخاص يمكن أن تنطبق عليهم هذه الصفات؟! وما فائدة هذه الأخبار سوى فتح باب الفتن؟!
الخبر 28: رواه مجهول باسم «أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ» عن مجهول الحال آخر باسم «أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ» عن مجهول ثالث! فهل هذا سندٌ؟؟.
والواقع إن أكثر الروايات التي تتحدث عن المهدي في تلك المجلدات الثلاثة التي أشرنا إليها من بحار الأنوار يرويها رواةٌ مجهولو الحال. أما متن الرواية ففيه قول أبي بصير الراوي:
«قُلْتُ لِأَحَدِهِمَا لِأَبِي عَبْدِ اللهِ أَوْ لِأَبِي جَعْفَرٍ (ع) أَيَكُونُ أَنْ يُفْضَى هَذَا الْأَمْرُ إِلَى مَنْ لَمْ يَبْلُغْ؟ قَالَ سَيَكُونُ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَمَا يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُوَرِّثُهُ عِلْماً وكُتُباً ولَا يَكِلُهُ إِلَى نَفْسِهِ!».
قلتُ: ما علاقة ذلك بإثبات مهدية إمام معين، وهل يتوقع أولئك الرواة أن يستطيع كل غير بالغ أن يثور باسم المهدي؟
الخبر 29: يرويه عدد من المجاهيل عن بعضهم بعضاً عن كذاب ملعون، ومتنه كمتن الحديث رقم 27.
الخبر 30: رواه مجهول باسم «أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ» عن مهمل باسم «أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ» عن مجهول آخر باسم «إِسْحَاقَ بْنِ صَبَّاحٍ» عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذَا سَيُفْضَى إِلَى مَنْ يَكُونُ لَهُ الْحَمْلُ.». قلت: علامة الوضع في المتن واضحة فهذا الكلام لا يناسب كلام الإمام الرضا (ع).
الخبر 31: يرويه صاحب «كشف الغمة» مرفوعاً إلى الإمام الرضا (ع) أنه قال: «الْخَلَفُ الصَّالِحُ مِنْ وُلْدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وهُوَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وهُوَ المَهْدِيُّ».
قلتُ: في متن الحديث عدّة إشكالات منها:
1) أنه مرفوع [دون ذكر الوسائط].
2) ما معنى تخصيصه ذلك الولد بعبارة «الْخَلَفُ الصَّالِحُ»؟ مع أن كل من سبقه أيضا كانوا خلفاً صالحين؟! هل يريد القول إنه كان وحده خلفاً صالحاً والبقية كانوا خلفاً طالحين؟!
3) قوله الخلف الصالح «مِنْ وُلْدِ»أبي محمد الحسن بن علي فذكر الوُلْد بصيغة الجمع مع أن من المتفق عليه أن الإمام العسكري لم يكن له عدة أولاد، بل لم يُذكر عنه إلا ولد واحد فقط وهو مختلف فيه أيضاً [إذْ يرى كثيرون أنه لم يخلِّف أصلاً].
الخبر 32 : في سنده «المُ-نَخَّلِ» وهو شخصٌ مهمل ومجهول.
الخبر 33:
ينقل عن كتاب «الفصول المهمة» (اسم الكتاب الكامل: «الفصول المهمة في معرفة الأئمة» تأليف علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي المعروف ب- «ابن الصبَّاغ المالكي» المتوفى سنة 855 ه-.)
قوله: «صِفَتُهُ (ع) شَابٌّ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ حَسَنُ الْوَجْهِ والشَّعْرُ يَسِيلُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ أَقْنَى الْأَنْفِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ قِيلَ إِنَّهُ غَابَ فِي السِّرْدَابِ والْحَرَسُ عَلَيْهِ وكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ».
قلنا
هذا الحديث يعطينا صفات يمكن أن تنطبق على كثيرين.
وثانياً: من أعطى صاحب «الفصول المهمة» الحق بتعيين مهديٍّ للأمة؟!
وثالثاً: هذا الخبر يناقض تلك الأخبار التي تقول إن المهدي غاب منذ ولادته.
فيبدو أن أولئك المؤلفين ما كانوا يعبئون كثيراً بالتناقضات والتعارضات فيما يروونه. فروايةٌ تقول إنه غاب في السرداب سنة 255 ه-
وأخرى تقول إنه غاب سنة 260 ه-!
وكان غيابه منذ لحظة ولادته
، في حين تقول هذه الرواية إنه غاب سنة 276 ه-! وأنه لما أرادوا أن يصلوا صلاة الجنازة على جثمان أبيه الحسن العسكري (ع) ظهر المهدي ثم غاب من جديد!.
الخلاصه هي للقارئ ان يحكم بعقله علي هذه الاكاذيب
ولماذا قامت فرقه واحده من الشيعه باختلاق هذه الاكاذيب في معتقدها بالمهدي كما يزعمون
وهي الشيعه الاثني عشريه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟