منتدى ابناء السلف الصالح
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى ابناء السلف الصالح
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى ابناء السلف الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابناء السلف الصالح

هدفنا فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الامة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

     


 

 عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عوض الشناوي
سلفى نشيط
سلفى نشيط
عوض الشناوي


ذكر عدد الرسائل : 62
الدوله : مصر
تاريخ التسجيل : 11/02/2012

عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع Empty
مُساهمةموضوع: عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع   عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع Icon_minitimeالسبت 11 فبراير 2012, 10:21 pm

عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع
باب الآيات التي ئولتها الشيعه بقيام القائم:
تمهيد
الرافضه يقدمون المدلول على الدليل بمعنى أنهم يؤمنون بعقائدهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد تقليداً (المدلول)، ثم يبحثون لها عما يثبتها من القرآن (الدليل)، مع أن الصحيح هو أن يأتوا للقرآن (الدليل) بأذهان صافية مجردة من العقائد السابقة ويتَّبعوا ما يرشدهم إليه
والحق انه لا توجد في القرآن الكريم حتى آية واحدة تشير بصراحة إلى وجود المهدي المنتظر وقيامه آخر الزمن، لكن المفسرين استخرجوا بقوة التأويل المتعسِّف آياتٍ زعموا أنها تشير إلى المهدي،
مع أنها لا تفيد ذلك. والتأويل للقران خاصٌّ بالله وحده كما قال تعالى
﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ﴾ (آل عمران/7).
وعلى كل حال هناك في القرآن الكريم آياتٌ تُبْطِلُ صراحةً أو كنايةً فكرة الإمام الثائر الذي يريد أن يصنع التغيير بالإكراه وقوة السلاح، وسنذكر هنا الآيات التي يتمسّك بها القائلون بالإمام المهدي المنتظر ويطبّقونها عليه، ونبين عدم دلالتها على ما يذهبون إليه.
وهنا يجب ان نذكر بكلام سيدنا علي عن كتاب الله حيث قال عنهكما ورد في نهج البلاغة، الخطبة (133).
وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، نَاطِقٌ لا يَعْيَا لِسَانُهُ، وَبَيْتٌ لا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لا تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ»
وقال تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُالصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ.

والسؤال الي الشيعه الذين يزعمون اتباعهم لال البيت وانهم شيعه سيدنا علي
· هل حرص المراجع والمعممين الشيعه الي حفظ القران وتفسيره في حوزاتهم العلميه؟؟؟
· لماذا هجر الشيعه بيوت الله واوجدوا الحسينيات ؟؟؟وهل الحسينيات لدراسه القرءان ام للشتم والتكفير وتعليم الشبهات والاكاذيب !!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد قسَّم الإمامُ عليّ عليه السلام العبادَ في كلامه إلى فئتين، كما اورده كتاب نهج‏البلاغة، خطبة (87) .فئة قامعة لهواها، تابعة لكلام ربِّها تَحِلُّ حيث حلَّ القُرْآنُ، فالقُرْآنُ إمامُها وقائِدُها. فقال في وصفِ رجلٍ من الفئة الأولى:-
«قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ الْحَقَّ ويَعْمَلُ بِهِ، لا يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلا أَمَّهَا ولا مَظِنَّةً إِلا قَصَدَهَا قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ ويَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ»
وأُخْرَى من أهل الزيغِ والهوى، وتحميلِ الرَّأيِ على القُرْآن، كأنَّهُم أئمَّة الكتابِ وليس الكتابُ إمامهم! ثم وصف عليه السلام الفئة الثانية فقال:
«وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلالٍ وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ

الايات التي تؤولها الشيعه لاثبات معتقدهم في المهدي
الآية الأولى:
﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ (هود/8).
قال «عليُّ بن إبراهيم القُمِّيّ»([1]) في تفسيره (المعروف بتفسير القميّ):
«ولَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ
قَالَ: إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى خُرُوجِ الْقَائِمِ (ع).
وروى عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ ﴿ولَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ﴾
قَالَ: «الْأُمَّةُ المَعْدُودَةُ: أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ والْبِضْعَةَ عَشَرَ.».
والصحيح : إن «الأمَّة» هنا معناها الفترة الزمنية، وليست بمعنى الجماعة من الناس أو الأصحاب.
وعلى كل حال نقول:أولاً:
سورة هود نزلت في مكة في الوقت الذي كان غالب أهلها من المشركين الذين لم يؤمنوا برسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن أن يؤمنوا بالإمامة فما بالك بأن يؤمنوا بالإمام الثاني عشر وثورته! في ذلك الوقت لم يكن هناك أساساً أي كلام عن مثل هذه الموضوعات حتى ينكرها أحد، ومن السخرية بمكان تهديد المشركين بعذاب سيحل بعد آلاف السنين عند ظهور القائم المنتظر وثورته.
ثانياً:تبيِّن الآيةُ التي تسبق الآية المذكورة أنها تتعلق بعذاب يوم القيامة أي العذاب بعد الموت حيث يقول تعالى:﴿وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ المَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ (هود/7).
إذن الآية الثامنة من سورة هود أيضاً تواصل الحديث عن عذاب يوم القيامة. وحتى «علي بن إبراهيم» ذاته أقرّ هناك بأن «أمة معدودة» تعني الوقت المعين وليس أشخاصاً معينين.
ثالثاً: إن «علي بن إبراهيم» من القائلين بتحريف القرآن ومثل هذا الشخص مشكوك في إسلامه فضلاً عن الثقة بأقواله فما بالك باعتماد تأويلاته! هذا إضافة إلى أن تأويل الآيات خاصٌّ بالله تعالى ولا يجوز أن يقوم به غيره. فانظر أيها القارئ المحترم كيف يلعبون بمعاني آيات القرآن؟!

الآية الثانية:
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ....﴾ (إبراهيم/5).
قال «عَلِيُّ بن إبراهيم» في تفسيره: «أَيَّامُ اللهِ ثَلَاثَةٌ يَوْمُ الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ويَوْمُ الْمَوْتِ ويَوْمُ الْقِيَامَةِ».
والسؤال : وهل كان أصحاب حضرة موسى (ع) مؤمنين بقيام القائم؟!

وعلى كل حال نقول في الإجابة:
أولاً:هذه سورة مكية ولم يكن في الفترة المكية أي كلام عن قيام المهدي الموعود حتى تنزل آية بهذا الخصوص.
ثانياً: لقد بيَّن القرآن الكريم ماهية أيام الله -أي الأيام العظيمة- زمن موسى، فلا حاجة لعَلِيِّ بن إبراهيم أن يبينها. لاحظوا الآيات التي جاءت بعد تلك الآية في السورة ذاتها وفي سورة البقرة حيث يقول عز وجل:
﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ ﴾ (البقرة/49)
و﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ﴾ (البقرة/49)
و﴿إِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى﴾ (البقرة/51)
و﴿إِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ (البقرة/53).
فهذه الآيات هي أيام الله التي ذكّر موسى بها قومه وكلُّها مبينة في القرآن الكريم. إلا أن «عَلِيَّ بنَ إبراهيم» محدود العلم وسطحي المعرفة لم يكن قادراً على الانتباه إلى ذلك وأخذ يلعب بآيات القرآن ويؤوِّلها حسب هواه. وفي الواقع لم يكن «عليُّ بنُ إبراهيم» ذلك الشخص الذي يستأهل أن يُستدل بكلامه.


الآية الثالثة:
﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ (الإسراء/4 - 8).
يروي «عَلِيُّ بن إبراهيم» مفسِّراً الآيات حسب هواه فيقول:
«وقَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ أَيْ: أَعْلَمْنَاهُمْ. ثُمَّ انْقَطَعَتْ مُخَاطَبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وخَاطَبَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ:
﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾يَعْنِي: فلانا فلانا [أي الشيخين] وأَصْحَابَهُمَا ونَقْضَهُمُ الْعَهْدَ.
و﴿لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً﴾
يَعْنِي: مَا ادَّعَوْهُ مِنَ الْخِلَافَةِ. فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما
يَعْنِي: يَوْمَ الْجَمَلِ. بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ يَعْنِي: أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وأَصْحَابَهُ.
﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ أَيْ: طَلَبُوكُمْ وقَتَلُوكُمْ.
﴿وكانَ وَعْداً مَفْعُولًا﴾ يَعْنِي: يَتِمُّ ويَكُونُ.
﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ يَعْنِي: لِبَنِي أُمَيَّةَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ.
﴿وأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ وجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) وأَصْحَابِهِ وسَبَوْا نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ. ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وإِن‏ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾ يَعْنِي: الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وأَصْحَابَهُ.....» إلى آخر هذه الترَّهات والأباطيل.
والحقيقه
أولاً: سورة الإسراء مكية ولم يكن في مكة حينئذ أي حديث عن خلافة الشيخين ومعركة الجمل ولا كان لأحد خبرٌ عن القائم سلباً ولا إيجاباً حتى تنزل آيات بشأنه.
ثانياً: كان المخاطب في هذه الآيات اليهودَ وبني إسرائيل ولا علاقة لأمة محمد في ذلك وكلام الله ليس كلاماً متقطعاً غير مترابط.
فالآيات تبتدئ بقوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ (الإسراء/4).
فكيف يبتدئ الله كلامه بهذا ثم يقطع سلسلة الكلام فجأة ويقفز إلى خطاب الأمة المحمدية.
حقاً إن المرء ليحتار من صنيع هؤلاء المؤولين والمحرِّفين لمعاني القرآن كيف يلوون عنق الآيات ليلصقوها بالقوة بقيام القائم.
ولا أعتقد أن أمة لعبت بكتابها السماوي كما يفعل هؤلاء. ولا ينقضي العجب أيضاً من محاولة المجلسي إيجاد محمل مقبول لكلام «علي بن إبراهيم» هذا.

الآية الرابعة:
﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ (طه/113).
قال «عليُّ بن إبراهيم»: «﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾يَعْنِي: مِنْ أَمْرِ الْقَائِمِ والسُّفْيَانِيِّ».
أقول:
أولاً: سورة طه مكية وفي تلك المرحلة المكية كان الكلام والوعد والوعيد يتعلق بيوم القيامة ولو قرأنا الآيات التي وردت قبل تلك الآية أي من الآية 109 التي تقول:﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ﴾ (طه/109)، وإلى أن تصل الآيات إلى الآية 113 لوجدنا أن جميع الآيات إنما تتحدث عن القيامة ولا علاقة لها بأمر القائم والسفياني لا من قريب ولا من بعيد! فاتقوا الله أيها الرواة ولا تلعبوا بآيات الله.
ثانياً: لقد تكرَّرت كلمة «الذكر» في القرآن الكريم ولم تأتِ في أيِّ موضع بمعنى القائم والسفياني. فمن ذلك قوله تعالى في سورة القمر: ﴿وَلَقَدْ يَسّ-رْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (القمر/17). إذن آيات القرآن واضحة ولا تحتاج إلى بيانات «علي بن إبراهيم»!
الآية الخامسة:
﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ﴾ (الأنبياء/12).
قال «عليُّ بن إبراهيم» في تفسيره: «فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ إِذَا أَحَسُّوا بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ...الخ».
والرد :
أولاً: هذه السورة نزلت في مكة ولم يكن موضوع القائم مطروحاً في ذلك الوقت حتى يتم تخويف بني أمية منه، بل إن بني أمية في ذلك الوقت لم يكونوا يخافون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاته فضلاً عن خوفهم من الحفيد الثاني عشر لعليّ!. هل حقاً لم يطلع «علي بن إبراهيم» على الآيات التي سبقت الآية المذكورة والآيات التي تلتها؟ أَوَلَمْ يَ-رَ أنها تتعلق بجميع القرى والبلاد ولا تختص ببني أمية؟ فالآية قبل الآية المذكورة تقول:﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ﴾ (الأنبياء/11). وكلمات «قصمنا» و«كانت» و«أنشأنا» و«أحسوا» كلها أفعال ماضية كما أن مكة لم ينزل بها عقاب وخراب عند نزول تلك الآيات حتى يصح القول بأنها تتحدث عن بني أمية.
ثانياً: لا يوجد في زماننا أثر لبني أمية حتى يخافوا ويفروا من القائم الخيالي.
الآية السادسة:
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء/105).
قال «علي بن إبراهيم» في تفسيره: «عِبادِيَ الصَّالِحُونَ: الْقَائِمُ (ع) وأَصْحَابُهُ».
والرد
أولاً:ألم يكن حضرة داود وسليمان عليهما السلام عبدين صالحين أورثهما الله تعالى الأرض؟ ألم يكن حضرة موسى (ع) عبداً صالحاً؟ ألم يكن حضرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه صالحين أورثهم الله السلطان والقدرة في الأرض؟ أم أن القائم الخيالي هو وأصحابه وحدهم الصالحون فقط؟! أليس في هذا إهانة للأنبياء وسائر الصالحين فكيف تجرأ هؤلاء الرواة والناقلين على إهانة جميع الصالحين بحجة إثبات مهديهم المفترض؟!.
ثانياً: إذا لاحظنا سياق الآيات وما جاء قبلها وبعدها رأينا أن الآيات تتحدث عن القيامة كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (الأنبياء/104).
وكلمة «صالحون» في الآية قيد البحث (أي الآية السادسة) عُرِّفت بالألف واللام لتكون جنساً يشمل جميع الصالحين لا مجموعة خاصة منهم ممن سيأتون في المستقبل!. وقد وعد الله تعالى في تلك الآية جميع عباده الصالحين بأنهم سيرثون الأرض وبيَّن تعالى في سورة الزمر أنه عندما سيدخل الصالحون الجنة سيقولون: ﴿الحَمْدُ لِ-لَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر/74) فعبر عن دخول الجنة بوراثة الأرض أي أن الأرض ستتبدل يوم القيامة إلى جنة كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ﴾ (إبراهيم/48).
ثالثاً: من الآية التالية للآية مورد البحث أي قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ (الأنبياء/ 106) يتَّضِحُ أن الآية لا تختص بمجموعة خاصة من الناس بل تشمل جميع العابدين الذين يعدهم الله تعالى بوراثة الأرض أي الجنة، وهذا يشمل بعمومه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين سمعوا هذه الرسالة والبشارة ولا يمكن لأحد أن يزعم أن الآية لا تشملهم.

الآية السابعة:
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْ-رِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج/39).
قال علي بن إبراهيم في تفسيره: «إِنَّ الْعَامَّةَ يَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، وإِنَّمَا هُوَ الْقَائِمُ (ع) إِذَا خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ (ع) وهُوَ قَوْلُهُ نَحْنُ أَوْلِيَاءُ الدَّمِ وطُلَّابُ التِّرَةِ!».
أقول:
أولاً: الآية تتعلق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بدليل ما جاء بعدها من قوله تعالى:﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ (الحج/40).

فكلمة «أُخرجوا» فعل ماض ولا يمكن أن يقصد بها خروج القائم الذي سيحصل في المستقبل. وأما قوله إن العامة فقط –أي أهل السنة- يقولون إن الآية نزلت في محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه

فإنه جهل من قائله لأن الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي وغيرهما من علماء الشيعة يقولون إن الآية نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه. بل قد روى الطبرسي عن حضرة الإمام الباقر (ع) أن الآية تتعلق بمحمد وأصحابه.
ثانياً:لم يُخْرِجْ أحدٌ القائمَ وأصحابَه من بيوتهم حتى تنزل الآية بشأنهم.
ثالثاً: الآية تتعلق بالموجودين حين نزولها وليس بأشخاص لم يكن لهم وجود في ذلك الزمن أصلاً.
رابعاً: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في مكة لم يؤذن لهم بالجهاد بعد، لكنهم بعد أن هاجروا إلى المدينة بمدة أذن الله لهم بالجهاد وبقي هذا الإذن ساري المفعول لجميع المسلمين إلى يوم القيامة، فلا حاجة أن يُعطى إذن من جديد للقائم وأصحابه. لاحظوا كيف أن شخصاً كتب كل ما خطر على ذهنه في تفسير الآية دون أن يتفكر في حقيقة معانيها أبداً ثم بعد ألف سنة أصبحت أقواله حجة للبعض للتفرقة والفساد!.

الآية الثامنة:
﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ (الحج/60).
ذكر الشيخ الطبرسي وسائر المفسرين من العامّة والخاصّة أن الآيات المذكورة تتحدث عن المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وهاجروا، واستولى المشركون على بيوتهم وأموالهم ثم تمكن المسلمون من استرجاع شيء مما أُخذ منهم وتعرضوا إلى المشركين لأجل هذا الغرض. وكان المشركون هم الذين بدؤوا بمحاربة المؤمنين فكان المؤمنون في حالة دفاع فتمكنوا من التغلب على المشركين وقتلهم ومعاقبتهم بالمثل. ولما حدثت هذه الحادثة في شهر محرم الحرام تأثر المسلمون من ذلك فنزلت هذه الآية تبين أن من عاقب بمثل ما عُوقب به لا حرج عليه. والآيات التي جاءت قبلها وبعدها كلها تتعلق بالمهاجرين ولا تتناسب أبداً مع «القائم». فالآية التي قبلها تقول بصراحة:
﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ (الحج/58).
وفعل «هاجروا» فعل ماض ولا علاقة له بالقائم في المستقبل.
إلا أن «عَلِي بن إبراهيم» يصرّ على القول بأن الآية تتحدث عن القائم! فلا ندري من أين استخرج دلالتها عليه؟!
الآية التاسعة:
﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ...﴾ (الحج/41).
كلمة «الذين» صفة لمن ذُكروا في الآية السابقة بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ (الحج/40) في إشارة إلى المهاجرين الذين أُخرجوا بغير حق من ديارهم، فهؤلاء إذا تمكنوا في الأرض طبقُّوا أوامر الله عز وجل فأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف...الخ، فلا علاقة للآية بالمهدي. لكن «عليَّ بن إبراهيم» يقول: «فَهَذِهِ لآِلِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ إِلَى آخِرِ الْأَئِمَّةِ والمَهْدِيِّ وأَصْحَابِهِ يَمْلِكُهُمُ اللهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ ومَغَارِبَهَا ويُظْهِرُ بِهِ الدِّينَ...الخ». ولعمري ليس هذا سوى تفسيرٌ بالرأي والهوى.
الآية العاشرة:
﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ (الشعراء/4). والآية التي قبلها: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء/3).
ومعنى الآية واضح خاصة بقرينة الآية
﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس/99).
وهذه الآية كما ذكرنا سابقاً ترُدُّ فكرة قيام قائم يريد أن يصنع التغيير بالإجبار وقوة السيف، لأن الله لا يريد إيمان الناس بالجبر والإكراه فمثل هذا الإيمان الذي يأتي نتيجة الجبر والإكراه لا قيمة له عند الله، وما إرسال الأنبياء ولا إنزال الكتب إلا دليل على أن الله تعالى لم يرد إجبار الناس بالقوة على الإيمان. فلا ينقضي العجب ممن لم يدركوا مثل هذا الأمر الواضح مثل «عليَّ بن إبراهيم» الذي يقول: «عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ: تَخْضَعُ رِقَابُهُمْ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ وهِيَ الصَّيْحَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ الْأَمْرِ (ع)! ».
حقاً إن الإنسان ليحتار كيف يجعل هؤلاء من ذات الآية التي تبين بطلان دعواهم دليلاً على هذا المدعى ويروون عن حضرة الصادق أن المقصود من الآية خضوع رقاب بني أمية للقائم!. وكأنهم لا يعلمون أن بني أمية ودولتهم انقرضوا منذ أكثر من ألف عام.
ولعل صدور أمثال تلك الأخبار عن الأئمة كان لأجل تسلية أتباعهم وشيعتهم والتنفيس عنهم بسبب ما كانوا يعانونه من ضغط وآلام بسبب اضطهاد بني أمية لهم، فكانوا يقولون لهم سيأتي يوم تصلون فيه إلى النص-ر والتمكين وسيأتي قائم بالسيف ينتقم من حكومة أعدائكم. وواضح أن تلك الأخبار كانت مجرد آمال لأن بني أمية دالت دولتهم دون أن يأتي أي قائم بعد!
الآية الحادية عشرة:
﴿أَمْ مَنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَ-هٌ مَعَ اللهِ؟ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (النمل/62).
هذه الآيات تتعلق ببيان قدرة الله تعالى ودعوة المشركين إلى إخلاص العبودية له وإفراده بالعبادة كما يتضح ذلك من الآيات التي جاءت قبلها حيث يقول تعالى:
﴿أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟...﴾ (النمل/60).
ويقول: ﴿أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً؟...﴾ (النمل/61)،
إلى أن يصل إلى الآية مورد البحث وما بعدها والتي تتضمن استفهاماً إنكارياً وتقريراً لوحدانية الله.
فالعجب من «علي بن إبراهيم» الذي يروي في تفسيره عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ الواقفي الذي يؤمن بسبعة أئمة فقط ويعتبر إمامة الإمام الثامن وحتى الثاني عشر باطلة وغير صحيحة، يروى عن مثل هذا الشخص أن الآية نزلت بحق القائم المهدي!!
ويقول: «حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ (ع) هُوَ واللهِ المُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِي المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ودَعَا اللهَ فَأَجَابَهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ».
فيجب أن نقول: إذا كانت هذه الآية تدل على وجود القائم لما بقيت هناك حاجة إلى الحديث لاسيما حديث شخص واقفي منكر للمهدي القائم. وأعتقد أنه لولا الحياء لدفع تعصب أولئك الرواة إلى جعل جميع آيات القرآن قاطبةً تتكلم عن المهدي القائم!.
ولا ينقضي العجب ممن يقول إنه لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن ثم يأتي ويفسّر بعض الآيات بأن المقصود منها هو المهدي القائم فكيف استطاع أن يفهم هذه الآيات ويفسرها إذن؟
نسأل الله لهم الهداية. أضف إلى كل ذلك إن هذه السورة مكيّة ولم يكن أحد يدّعي المهدوية أو ينكرها في مكة كي تنزل آيات في ذلك الشأن.
الآية الثانية عشرة:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا باللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾ (العنكبوت/10).
قال الشيخ الطبرسي وسائر المفسّرين أن هذه الآية تتكلم عن المنافقين أو [عن «عياش بن أبي ربيعة المخزومي»
وذلك أنه أسلم فخاف أهلَ بيته، فهاجر إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فحلفت أمُّهُ أسماء بنت مخرمة بن أبي جندل التميمي، أن لا تأكل ولا تشرب ولا تغسل رأسها، ولا تدخل كَنَّا حتى يرجع إليها، فلما رأى ابناها أبو جهل والحارث ابنا هشام، وهما أخوا عياش لأمه، جزعها ركبا في طلبه، حتى أتيا المدينة فلقياه وذكرا له القصة، فلم يزالا به حتى أخذ عليهما المواثيق أن لا يصرفاه عن دينه وتبعهما، وقد كانت أمه صبرت ثلاثة أيام ثم أكلت وشربت. فلما خرجوا من المدينة أخذاه وأوثقاه كتافا- وجلده كل واحد منهما مائة جلدة، حتى برى‏ء من دين محمد جزعا من الضرب، وقال ما لا ينبغي، فنزلت الآية] .محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج16/ص 109.
فلا علاقة للآيات إذن بالمهدي القائم ولم يذكر أحد احتمال دلالتها عليه لكن رغم ذلك فإن «علي بن إبراهيم» الذي يميل إلى تفسير كل آية بالمهدي القائم اعتبر الآية متعلقة بالقائم! وأتعجب من المجلسيّ الذي قام بتجميع أقواله الغريبة هذه في كتابه «البحار».
الآية الثالثة عشرة:
﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ...﴾ (الشورى/41).
تدبّروا هذه الآيات ولاحظوا، هل لها أي علاقة بالمهدي القائم؟! لكن «عليَّ بن إبراهيم» يقول – حسب ما ينقل المجلسيّ عنه في البحار: «ولَمَنِ انْتَصَ-رَ بَعْدَ ظُلْمِهِ يَعْنِي الْقَائِمَ وأَصْحَابَهُ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ والْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ومِنَ المُكَذِّبِينَ والنُّصَّابِ هُوَ وأَصْحَابُهُ... الخ»! هذا مع أن الآية مكيّة وفي مكة لم يكن أحد يدعي أو ينكر المهدي حتى تنزل الآيات بشأنه.
الآية الرابعة عشرة:
﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ (القمر/1).
هذه الآية تتعلَّق بالقيامة وفعْلَيْ «اقتربت» و«انشق» كلاهما في الماضي لأن المستقبل عندما يكون متحقق الوقوع يمكن للمتكلم أن يتكلم عنه بصيغة الماضيكقوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ (الكهف/99).
ويمكن أن تكون كلمة «انشق» ماضياً حقيقيّاً في إشارة إلى معجزة انشقاق القمر التي روت تفاسير الشيعة والسنة حدوثها زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة.
وعلى كل حال فالآية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالمهدي القائم. ولاحظوا جميع تفاسير الشيعة كي تتحققوا من ذلك. ولكن «علي بن إبراهيم» يقول
«رُوِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ يَعْنِي خُرُوجَ الْقَائِمِ (ع)!».
والجواب : إن كلمة «الساعة» جاءت في القرآن على نحو متكرر وفي كل مكان بمعنى القيامة ولم تأت ولا في موضع واحد بمعنى الخروج. ثانياً: كيف يمكن أن يدعوَ الله تعالى أهلَ مكة - الذين لم يكونوا يؤمنون في ذلك الحين بالقرآن ولا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الإيمان بخليفة النبي الثاني عشر؟!
وهل يجوز أن يتكلم الله ورسوله بما لا طائل تحته أم أنّ هذا اللغو هو من اختراع الراوي «علي بن إبراهيم»؟! فضلاً عن أن السورة مكية أيضاً ويقال فيها ما قيل فيما قبلها، ولو لاحظتم الآيات التي تلت تلك الآية لوجدتم أن لا علاقة لها من قريب ولا من قريب بالقائم.
الآية الخامسة عشرة:
﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ (الرحمن/64).
كلمة «مدهامتان» صفة لِ- «جنَّتَان» التي وردت في الآية التي قبلها،
ولكن «عليَّ بن إبراهيم» يقول: «مُدْهامَّتانِ: يَتَّصِلُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ نَخْلًا»! حقاً، هل يمكننا أن نقول إن «علي بن إبراهيم» لم يكن يفهم الآية أم أنه كان صاحب غرض خاص يسعى لتحقيقه بأي طريقة
ولو بتأليف أي كلام باطل؟!
فأين نجد في الآية كلاماً عن أشجار نخيل تمتد بين مكة والمدينة؟! وكلنا يعلم أنه لم يكن بين المدينتين سوى صحراء رملية قاحلة ومحرقة.
ثمّ نسأل ما علاقة هذه الآية بالمهدي الموعود؟!!
الآية السادسة عشرة:
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف/8). يقول «علي بن إبراهيم» في تفسيره:
«واللهُ مُتِمُّ نُورِهِ قَالَ بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ إِذَا خَرَجَ لَيُظْهِرُهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ».
ينبغي أن يُقال: كيف كان الكافرون يكرهون اسم القائم الذي لم يكونوا قد سمعوا به بعد؟!
ثم أين نجد في الآية كلمة «بالقائم»؟
أم أن الله تعالى كان يمارس التقية – والعياذ بالله – فكتم اسم القائم؟!
ينبغي أن نقول: إن الله تعالى لن يُنجِح مسعى الذين ينسبون للإسلام ما ليس فيه ويأتون بأمور مخترَعَة ومعوجَّة باسم الإسلام لكي يطفئوا نوره بأفواههم كما فعل من اخترع مهدياً مصطنعاً قبل ألف سنة فأبطل الله تعالى مسعاهم.
الآية السابعة عشرة:
﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ (الصف/13). معنى الآية واضح ولكنّ «عليَّ بن إبراهيم» يقول خلافاً لجميع المفسرين: «وفَتْحٌ قَرِيبٌ يَعْنِي فِي الدُّنْيَا بِفَتْحِ الْقَائِمِ (ع)!»
حقاً إن الإنسان لا يدري ما يقول بشأن هذه التلفيقات؟ وهل يُعقَل أن يقول الله تعالى لأصحاب رسوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاهدتم فإن النصر بفتح القائم سيكون نصيبكم؟! ألن يسأل الصحابة عندئذ من هو هذا القائم وأين ومتى سيكون فتحه؟! وهل سيجيبهم الله عندئذٍ بأن هذا الفتح قريب أي بعد آلاف السنين من موتكم؟!
الآية الثامنة عشرة:
﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً﴾ (الجن/24).
الآية التي قبلها تقول: ﴿... وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً﴾ (الجن/23)
إذن فالآية مورد البحث تتكلم عن كفار مكة الذين كانوا يقولون للمؤمنين أنتم أضعف أنصاراً وأقل عدداً، حيث أن هذه السورة مكية. لكن عليَّ بن إبراهيم يقول - خلافاً لجميع أهل القرآن وخلافاً لجميع المفسرين -:
«حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ: قَالَ: الْقَائِمُ وأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع). فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وأَقَلُّ عَدَداً!!» فهل كان على أهل مكة أن يصبروا حتى يوم القائم حتى يعلموا من أقل عدداً؟!
هل يمكن أن يقول عاقل مثل هذا الكلام فضلاً عن الله ورسوله وآياته؟
والمفارقة أن معظم الآيات التي يستدل بها هؤلاء الخرافيون على القائم المهدي آيات مكية لا يمكن أن تنطبق عليه.
الآية التاسعة عشرة:
﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ (الطارق/15 و16و 17). هذه السورة مكية والله تعالى يتوعد فيها الكفار الذين كانوا يمكرون بالرسول ويكيدون له.
لكن «علي بن إبراهيم» يقول في تفسيره:
«إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لَوْ بُعِثَ الْقَائِمُ (ع) فَيَنْتَقِمُ لِي مِنَ الْجَبَّارِينَ والطَّوَاغِيتِ مِنْ قُرَيْشٍ وبَنِي أُمَيَّةَ وسَائِرِ النَّاسِ»!
فليت شعري ألم يكن الله قادراً على الانتقام بنفسه من أولئك الكافرين؟
وهل كان على طواغيت قريش أمثال أبي جهل وعتبة وشيبة أن يبقوا حتى يخرج المهدي القائم فينتقم منهم؟! أي عاقل يمكنه أن يتفوه بهذا الكلام؟!
ونحن نسأل المجلسيّ وسائر علماء الشيعة الذين يستدلون بتأويلات «علي بن إبراهيم» هذه ويعتبرونها دليلاً على وجود المهدي:
من هو علي بن إبراهيم قليل العلم هذا ومن أعطاه الحق في تأويل آيات الله حسب هواه؟!
ألم يقل الله تعالى: ﴿مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ﴾ (آل عمران/7)؟؟.
وهل علي بن إبراهيم حجَّةُ الله أم نبيٌّ يوحى إليه حتى نعتبر كل ما يقول حجة؟!

الآية العشرون
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ (الليل/1و2).
روى عليّ بن إبراهيم بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) عَنْ قَوْلِ اللهِ واللَّيْلِ إِذا يَغْشى؟‏
قَالَ: «اللَّيْلُ فِي هَذَا المَوْضِعِ "الثَّانِي" – [أي الخليفة الراشد الثاني!] - غَشَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (ع) فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ وأُمِرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع)
أَنْ يَصْبِرَ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ قَالَ والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ (ع) إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَةَ الْبَاطِلِ».
أقول: هذه الرواية تكشف مدى ضحالة علم «علي بن إبراهيم» لأن «يغشى» من مادة « غشيَ» معتل اللام، في حين أن «غشَّ» التي بمعنى الخداع والخيانة مضاعفة الشين، ومن اليقين أن الإمام الباقر(ع) - عربي اللسان -
كان يميز تماماً بين «غَشِيَ» و«غشَّ» في حين أن «علي بن إبراهيم» كان عجمياً ولم يستطع أن يميز بينهما! أضف إلى ذلك أن الليل والنهار آيتان من آيات الله وقد أقسم الله بهما، ولو أراد أن يقسم بالخليفة الثاني عمر لذكر اسمه بصراحة لأنه لا يخاف من أحد فيمارس التقية!!
الآية الحادية والعشرون:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ (الملك/30). هذه الآية مكية، والله تعالى يُذَكِّر من خلالها أهل مكة بقدرته لعلهم يؤمنون.
لكنَّ عليَّ بن إبراهيم يروي بسنده عن الإمام الرضا (ع) : «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ مِثْلِهِ!!» ولابد أن أهل مكة كانوا سيجيبون: ليس لدينا إمامٌ أصلاً حتى يغيب فنطلبه!! وأقول: إنه من المقطوع به أن الإمام رضا (ع) لا يمكن أن ينطق بمثل هذا الكلام المهمل بل هو من مفتريات الرواة الكذبة الذين نسبوه إلى الإمام كذباً وزوراً.
الآية الثانية والعشرون:
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾ (التوبة/33). الآية واضحة المعنى
ولكن عليَّ بن إبراهيم يقول: «إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) وهُوَ الْإِمَامُ الَّذِي يُظْهِرُهُ اللهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ… الخ»
فينبغي أن نقول جواباً عن ذلك:
أولاً: قال تعالى: «أرسل رسوله» ولم يقل«أرسل إمامه».
ثانياً: أنتم معشر الإمامية تقولون إن الإمام القائم سيزيل جميع الأديان ويجعل الكل مسلمين فعلى قولكم هذا كان ينبغي أن يقول الله: «ليمحوا الأديان كلها»، ولكن الله قال «ليظهره على الدين كله» وهذا معناه بقاء بقية الأديان وظهور الإسلام عليها بحجته، وقد تحقق هذا في صدر الإسلام حيث هُزِمَت جميعُ الأديان أمام الإسلام وظهر الإسلام عليها، فكلمت «يُظْهِره» معناها ظهور الإسلام وتغلُّبه كما ذكر هذا المعنى أيضاً في آيات أخرى كقوله تعالى: ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ (الصف/14)، أي غالبين. والقرآن ذاته قد أخبر أن الكفر والشرك وفرق اليهود والنصارى سوف تبقى إلي يوم القيامة ولن تمحى من الأرض فإذا قلنا أنه سيأتي يوم تزول فيه جميع الأديان من الأرض نكون قد خالفنا القرآن.
وعلى كل حال نحن لا نتعجب من «علي بن إبراهيم» ضئيل العلم أن يلفق مثل هذه الأقاويل العامية لكن عجبنا لا ينقضي من المجلسي وغيره من علماء الإمامية الذين يجعلون من كلام «علي بن إبراهيم» مستنداً يتمسكون به.
الآية الثالثة وعشرون:
كرَّر الله تعالى عبارة ﴿أَيَّامَ اللهِ﴾في أكثر من موضع من القرآن من جملة ذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ (إبراهيم/5) فهذه الآية تبيِّن أنه كانت هناك أيامٌ عظيمةٌ معروفةٌ لدى قوم موسى أمر الله حضرة موسى أن يذكرهم بها. وكانت تلك الأيام – كما يقول جميع المفسرين- الأيام التي أنعم الله بها عليهم بنعم عظيمة أو أزال عنهم فيها العذاب أو هي يوم القيامة. مثلاً من جملة أيام الله اليوم الذي أغرق الله تعالى فيه فرعون وآله ونَجَّى قوم موسى، أو اليوم الذي قبل الله فيه توبة قوم موسى بعد أن عبدوا العجل، أو اليوم الذي أنزل فيه عليهم المن والسلوى أو اليوم الذي أنزل فيه التوراة على موسى.
ولكن عليَّ بن إبراهيم يقول خلافاً لجميع المفسرين:
«أَيَّامُ اللهِ ثَلَاثَةٌ يَوْمُ يَقُومُ الْقَائِمُ ويَوْمُ الْكَرَّةِ ويَوْمُ الْقِيَامَةِ»!! ولم يفكر بأنه في زمن حضرة موسى (ع) لم يكن قومه يعلمون شيئاً عن قيام القائم ولا عن الرجعة حتى يأمر الله موسى أن يذكرهم بهذه الأمور! لكن ماذا نفعل إذا كان مريدو «علي بن إبراهيم» يتعاملون مع أقاويله كأنها وحيٌ منزل.

الآية الرابعة والعشرون:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ (الغاشية/1و2). معنى الآية واضح وهي تتحدث عن يوم القيامة، ولكن «علي بن إبراهيم القمي» يتجاهل هنا جميع الآيات التي شرح الله تعالى فيها الغاشية وما يكون فيها وقال:
«ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ؟
قَالَ: يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ قَالَ قُلْتُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ؟ قَالَ: يَقُولُ خَاضِعَةٌ لَا تُطِيقُ الِامْتِنَاع...الخ»!!.
فنسأل الله أن يمنح مريدي «علي بن إبراهيم» العقل. أضف إلي ذلك أن الإمام الذي سيغشى بسيفه جميع الناس سيكون إمام عذاب لا إمام هداية!.

الآية الخامسة والعشرون
: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ﴾ (الأنعام/158). تشير هذه الآية إلى تحجج المشركين وطلبات اليهود التي كانوا يتحججون بها لرفض الإيمان
ويقولون مثلاً: لن نؤمن حتى تنزل علينا الملائكة أو يأتينا الله بذاته أو تأتي بعض آياته، كما مرَّ في سورة البقرة الآية 210.
فتدبر أيها القارئ العزيز وانظر هل هناك أي علاقة بين هذه الآيات والأئمة حتى يروي عليّ بن إبراهيم القمي روايةً ينسبها بسنده إلى الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) أنه قال: «الْآيَاتُ هُمُ الْأَئِمَّةُ والْآيَةُ المُنْتَظَرُ هُوَ الْقَائِمُ (ع)..»؟! يبدو أن هؤلاء القوم يرون أن الآيات منحصرة بالأئمة فقط حتى آيات العذاب!!

الآية السادسة والعشرون:
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ (التكوير/14). ذكر جميع المفسرين استناداً إلى اللغة أن معنى الآيات قَسَمُهُ تعالى بالنجوم السيارة التي ترجع في مدارها وتختفي وراء ضوء الشمس.
لكن الشيخ الصدوق الذي كان بائعاً وكاسباً في قم روى روايةً أسندها إلى الإمام الباقر (ع) أنه قال: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ فَقَالَ إِمَامٌ يَخْنِسُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِضَاءٍ مِنْ عِلْمِهِ سَنَةَ سِتِّينَ ومِائَتَيْنِ ثُمَّ يَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَقَّادِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ قَرَّتْ عَيْنَاكَ».
فهل من الممكن أن يقسم الله تعالى لأهل مكة الذين لم يكونوا حينذاك مؤمنين بنبيه بعد وكانوا يعتبرون القرآن سحراً، بخليفة نبيه الثاني عشر الذي لم يره أحد ولم يسمع به؟! هذا إضافة إلى أن «الجوار» جمع في حين أن الإمام غائب مفرد!

الآية السابعة والعشرون:
هي الآية الحادية والعشرين ذاتها التي ذكرها من قبل. وهنا يروي المجلسي رواية عن «علي بن أبي حمزة البطائني» بأن المقصود في الآية هو «الإمام الغائب»، هذا في حين أن «علي بن أبي حمزة البطائني» كان واقفياً ينكر الإمام الغائب من الأساس، فكيف يمكن أن يروي مثل هذه الرواية؟!

الآية الثامنة والعشرون:
﴿..هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ (البقرة/2).
ينقل المجلسيُّ عن كتاب إكمال الدين للشيخ الصدوق روايةً عن الإمام الصادق في تفسير «الغيب» في الآية بأنه: «الحُجَّةُ الْغَائِبُ»! وأن المتقين هم الذين يؤمنون بقيام القائم المهدي! مع أنه لا يوجد مفسِّرٌ واحدٌ فسَّر «الغيب» ب- «الإمام»!
لأن الغيب هو الغائب عن الأنظار دائماً كالذات الأحديّة مثلاً، وقد جاء «الغيب» بهذا المعنى في مواضع عديدة من القرآن كقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ... ﴾ (الحديد/25)
وقوله: ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ (يس/11).
بالإضافة إلى ذلك إذا كان «الغيب» هو الإمام الغائب، فمعنى ذلك أنه عندما سيظهر هذا الإمام لن يبقى «غيباً» فكيف سيؤمن المتقون عندئذ بالغيب؟!
ألن تصبح الآية حينئذ لغواً لا معنى لها؟!!

الآية التاسعة والعشرون:
﴿وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِ-لَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ المُنْتَظِرِينَ﴾ (يونس/20)
. تدل هذه الآية على أن الآيات أي المعجزات ليست من صنع الرسول وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس له علم بوقت مجيئها. إذا كان الأمر كذلك فما هي علاقة هذه الآية بالمهدي؟ هل قال الله في إجابته عن مطالبة المشركين بمعجزة: انتظروا قيام المهدي؟! هل هذا الكلام منطقي؟! لكن ما العمل إذا أصبحت رواية «علي بن أبي حمزة البطائني» الواقفي الذي لا يؤمن أصلاً بالإمام الثاني عشر حجَّةً ومستنداً للشيخ الصدوق ومقلديه!!!

الآية الثلاثون:
تكرار للآية الحادية والعشرين ذاتها!

الآية الحادية والثلاثون:
﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ (الذاريات/22). معنى الآية واضح، ولكن الشيخ الطوسي يروي في كتابه «الغيبة» عن عدد من الرواة مجهولي الحال والضعفاء عن ابن عباس أنه قال: «وفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وما تُوعَدُونَ قَالَ: هُوَ خُرُوجُ المَهْدِيِّ»!. ونقول هل كان ابن عباس جاهلاً إلى هذا الحد بمعاني وعود القرآن وهل كان جاهلا باللغة العربية؟! أم أن هذا الخبر من افتراء الرواة الكذبة؟ لا شك أنه خبر موضوع من أساسه.

الآية الثانية والثلاثون:
﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الحديد/17).
يروي الشيخ الطوسي في كتابه «الغيبة» عن عدد من الرواة مجهولي الحال والضعفاء «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يَعْنِي يُصْلِحُ الْأَرْضَ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا»!.

قلتُ: فمعنى هذا أنه تعالى لم يحيِ الأرض بعد، فمن يحييها كل ربيع الآن؟! وهل هذا تفسير يقبله عقل، أوليست علامات الوضع والافتراء فيه واضحة؟!
الآية الثالثة والثلاثون:
﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾ (البقرة/148).
هنا يكرر الشيخ الطوسي الرواية المنسوبة لابن عباس في الآية الحادية والثلاثين فهل تقوى الرواية الضعيفة بالتكرار؟!
الله أعلم! إضافة إلى ذلك، يروي الطوسي في كتابه «الغيبة» أيضاً عن رواة مجهولي الحال عن ابن عباس أنه قال في تفسير الآية /148/ من سورة البقرة:
﴿... أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا...﴾: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً قَالَ: أَصْحَابُ الْقَائِمِ يَجْمَعُهُمُ اللهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ»!.
وهنا نسأل من يؤمن بهذه الروايات:
هل كان للمخاطبين بقوله تعالى «تكونوا» و«بكم» في الآية وجود خارجي حين نزول الآية أم لا؟ حقاً لا ندري كيف أمكن لهؤلاء القوم أن يؤمنوا بمثل هذه الروايات؟!

الآية الرابعة والثلاثون:
﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَ-هُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَ-هُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور/55).
هذا الوعد الإلهي بالتمكين في الأرض والاستخلاف فيها هو للحاضرين زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل وجود كلمة «مِنْكُمْ» في الآية. وقد أوفى الله بوعده هذا فأخلف المشركين بالمسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المؤمنين حقاً والذين عملوا الصالحات واستخلفهم على الأرض ومكّنهم من إظهار دينهم.
وقد أشار حضرة أمير المؤمنين إلى هذه الآية عندما استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص إلى قتال الفرس بنفسه،
فأشار عليه بعدم فعل ذلك وقال له فيما قال:
«... ونَحْنُ عَلَى مَوْعُودٍ مِنَ الله واللهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ونَاصِرٌ جُنْدَهُ ومَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الخَرَزِ يَجْمَعُهُ ويَضُمُّهُ... فَكُنْ قُطْباً واسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ وأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ... الخ».نهج البلاغة، خطبة رقم 146.

إلا أن المجلسي والشيخ الطوسي أوردا رواية مخالفة لكل ما ذُكِر تقول إن الآية لا علاقة لها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من مسلمي صدر الإسلام!
بل تتحدث عن المهدي الذي سيأتي آخر الزمان!!

الآية الخامسة والثلاثون:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص/5).
هذه الآية تتحدث عن فرعون وبني إسرائيل بدليل الآية التي جاءت قبلها التي تقول:
﴿نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾ (القصص/3).
ونلاحظ أن كلمة «استُضعِفوا» فعل ماض يتعلّق بأمر حدث في الماضي كما أن كلمة «نُرِيدُ» مثلها مثل كلمات «نُمَكِّن» و«نُرِي فِرْعَوْنَ»... التي جاءت في الآية التالية للآية مورد البحث كلها تتحدث عن قوم فرعون، وكلمة «الأرض» جاءت معرّفة بِ- (ال-) العهد في إشارة إلى الأرض المذكورة والمعروفة وليس المقصود منها مطلق الأرض،

وذلك مثل قوله تعالى لرسوله: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا﴾ (الإسراء/76) حيث من الواضح أنه ليس المقصود من الأرض فيها الكرة الأرضية وإلا لأصبح معنى الآية أن المشركين كادوا أن يخرجوا النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم من كوكب الأرض! كما أنه ليس المقصود من «الأئمة» في قوله تعالى: ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ القادة السياسيين لأن الخطاب هو لجميع بني إسرائيل فالأئمة هنا مثل الأئمة في قوله تعالى
﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان/74).
كما أن المهاجرين والأنصار كلهم أئمة حيث أمر من جاء بعدهم أن يتَّبعوهم بإحسان فقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ (التوبة/100).
بناء على هذه الأدلة الواضحة فإن الآية 5 المذكورة من سورة القصص تتعلق بقصة موسى وفرعون وبني إسرائيل. وقد بيّن الله تعالى مقصوده من «وَنُرِيْدُ» بأمور مثل: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى...﴾ (القصص/7)، ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ﴾ (القصص/7) إلى آخر الآيات.
وهذا الأمر يفهمه كل من يقرأ هذه الآيات. لكن رغم ذلك نجد الشيخ الطوسي والمجلسيّ يريدان بقوة الروايات المضادة للقرآن أن يغيّروا معنى الآية التي تتحدث عن أمر ماض ليجعلوها تتحدث عن المهدي المنتظر؟!!

الآية السادسة والثلاثون:
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (الحديد/16).
رغم عدم علاقة الآية الكريمة من قريب أو من بعيد بالمهدي المنتظر، يأتينا الشيخ الصدوق والمجلسي ويلوون عنق الآية بالقوة ويقولون: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْقَائِمِ!». من هذا يظهر أن الحق كان مع المرحوم ابن تيميَّة عندما قال: لَا يُوجَدُ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ مِنَ الكَذِبِ أَكْثَرُ مِمَّا يُوجَدُ فِي الشِّيعَة.

الآية السابعة والثلاثون: هي الآية الثانية والثلاثون
(الآية 17 من سورة الحديد) ذاتها التي أوردنا رواية الصدوق بشأنها وأجبنا عنها.
الآية الثامنة والثلاثون:
﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُ-هَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (آل عمران/140). أي أن الله تعالى يريد من خلال المواجهات التي تحصل بين الحق والباطل أن يميّز المؤمنين الحقيقيين من مدّعي الإيمان. ولكن الشيخ الصدوق يروي رواية تقول «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْقَائِمِ»!، مع أنه من الواضح أن الآية، بقرينة الآيات السابقة واللاحقة، خاصة بمجروحي أحد.

الآية التاسعة والثلاثون:
﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ﴾ (المائدة/3). المراد تقوية المؤمنين وطمأنتهم بأن أعداءهم لن يستطيعوا القضاء على دينهم.
لكن العياشي((العياشي: هو الشيخ أبو النضر محمد بن مسعود بن العياش التميمي الكوفي السمرقندي من أعيان علماء الشيعة وأساطين الحديث والتفسير بالرواية. من مشايخ الكشي ومن المعاصرين للكليني.
عاش في أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع الهجري. قال ابن النديم عنه (إنه أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم). ورغم أن علماء الرِّجال الشيعة وثّقوه
، إلا أن المرحوم الشيخ «محمد» ابن «الشهيد الثاني» طعن في توثيقه، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى حتى لو كان ثقة في ذاته إلا أن معظم رواته غير موثقين،
فالنجاشيُّ يقول عنه: (كان يروي عن الضعفاء كثيراً) (رجال النجاشي، ص247) وبمثله قال العلامة الحلي (خلاصة الأقوال: ص246)،
وعليه فلما كانت أغلب روايات «العيَّاشِيّ» عن الضعفاء فلا ثقة بها ولا يُعْتَمَدُ عليها. )الذي كان رجلاً خرافيَّا- يروي في تفسير الآية روايةً في سندها «عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ»، وهو رجلٌ ضعَّفَهُ علماء الرجال، ومضمون الرواية أن المقصود من كلمة «اليوم» في بداية الآية هو: «يَوْمَ يَقُومُ الْقَائِمُ (ع) يَئِسَ بَنُو أُمَيَّةَ فَهُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَئِسُوا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (ع)!»، أفلم يوجد من يقول لهؤلاء الرواة الجهلة [إذا قام القائم] يكون بنو أمية قد انقرضوا منذ آلاف السنين فكيف ييأسون ذلك اليوم من وجود المهدي؟! أضف إلى ذلك أن كلمة «اليوم» تكرَّرت في الآية ثلاث مرات ولا يتناسب أيٌّ واحدٍ منها مع موضوع المهدي بل هو ضده.

الآية الأربعون:
﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ (التوبة/3). هذه الآية نزلت في السنة التاسعة للهجرة حيث أُمِر أبو بكر وعليّ بإبلاغها أيام الحج. ولكن «العيَّاشي» يذكر رواية منسوبة كذباً وزوراً إلى الإمامين الباقر والصادق مفادها أن الآية تتعلق بيوم قيام المهدي!!

الآية الحادية والأربعون:
﴿وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ (التوبة/36). هنا أيضاً يروي «العياشيُّ» روايةً منسوبةً إلى الإمام الصادق (ع) يقول فيها: «قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَجِئْ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ ولَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا سَيَرَى مَنْ يُدْرِكُهُ مَا يَكُونُ مِنْ تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ ولَيَبْلُغَنَّ دَيْنُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا بَلَغَ اللَّيْلُ حَتَّى لَا يَكُونَ شِرْكٌ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كَمَا قَالَ اللهُ!».
كأني بهؤلاء القوم لم يكن لهم أدنى علم بتاريخ صدر الإسلام ولا بأسباب نزول الآيات، هذا فضلاً عن أن القرآن يقرر - كما ذكرنا سابقاً – بقاء الشرك والإيمان والكفر والإسلام إلى يوم القيامة, فالقول بيوم يأتي فيه مهدي ويمحى به الشرك من على وجه الأرض قول كاذب.
الآيات من الثانية والأربعين حتى الثامنة والأربعين مكررة كلها وذكر المجلسيّ بشأنها روايات باطلة تم تفنيدها فيما سبق.

الآية التاسعة والأربعون:
﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ (المدثر/8و9). تتكلم هذه الآية باتفاق جميع المفسّرين عن يوم القيامة. لكن النعماني(النعماني هو الشيخ أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني المعروف بابن زينب، من محدِّثي الشيعة الإمامية وعلمائهم في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، كان تلميذاً للمحدث الكليني وأخذ عنه أكثر علمه. خرج إلى الشام سنة 333ه- ليسمع الحديث من أهلها واستقر في حلب وتوفى فيها. وله من الكتب كتابه «الغيبة»
الذي ألفه في حلب وذكر أنه فرغ من تأليفه سنة 342ه- وقد طبع في إيران في 1318ه-، وله «الرد على الإسماعيلية» وكتاب «الفرائض»، كما له كتاب في التفسير يعرف باسم «تفسير النعماني». (نقلاً عن الذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني).

يروي في كتابه «الغيبة» روايةً عن شخص مجهول باسم «مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ» عن شخص من الغلاة عن الإمام الصادق (ع): «أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ‏ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ؟ قَالَ: إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ!». ولم يوجد من يقول لهؤلاء الرواة إن سورة المدّثر من أوائل ما نَزَل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة التي كان أهلها مشركون ومنكرون للقيامة، فهل يُعْقَل أن ينزل الله آيات لإقناع مثل أولئك الناس بيوم قيامة المهدي؟
الآيات من الخمسين إلى الثالثة والخمسين كلها تكرار لآيات ذُكِرَت من قبل.
الآية الرابعة والخمسون: ﴿يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ (الرحمن/41). إذا لاحظنا سياق هذه الآية الكريمة وما جاء قبلها من قوله تعالى ﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ (الرحمن/37) وما جاء بعدها من قوله سبحانه: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا المُجْرِمُونَ ﴾ (الرحمن/43)، تبيَّن لنا أن الآيات كلها تتعلق بيوم القيامة وهذا أمر واضح يفهمه كل شخص.
ولكن النعماني يروي في كتابه «الغيبة» عن رواةٍ شاكِّين في الدين أو مجهولي الحال بالسند عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) فِي قَوْلِهِ يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ قَالَ: «... لَكِنْ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ يَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فَيَخْبِطُهُمْ بِالسَّيْفِ هُوَ وأَصْحَابُهُ خَبْطاً!». أليس هذا لعباً بآيات الكتاب؟ بماذا سيجيب هؤلاء الرواةُ اللهَ تعالى يوم القيامة؟
الآية الخامسة والخمسون:
﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ﴾ (السجدة/21). هذه الآية تتحدث عن الكفار والفسّاق وذلك بقرينة الآية السابقة: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ (السجدة/20). ولكنّ الكراجكيّ (الكَرَاجِكيّ هو الشيخ الفقيه والمتكلم الإمامي أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان، من تلامذة المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي، روى عنهم وعن آخرين من أعلام الشيعة والسنة.
كان نزيل الرملة، وأخذ عن بعض المشايخ في حلب والقاهرة ومكة وبغداد وغيرها من البلدان، وتوفي بصور عام 449ه-. وكتابه «كنز الفوائد» كما يقول السيد بحر العلوم في رجاله يدل على فضله، وبلوغه الغاية في التحقيق والتدقيق والاطلاع على المذاهب والأخبار. له مؤلفات كثيرة بلغت السبعين منها كنز الفوائد والاستنصار في النص على الأئمة الأطهار والبرهان على صحة طول عمر صاحب الزمان والبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان... الخ (نقلاً عن كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي، باختصار وتصرف، ج 9/ ص400 – 401))
روى [في كتابه كنز الفوائد] عن مجهول باسم «جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ» عن مجهول آخر باسم «مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَجْلَانَ» عن سائل من الغلاة سأل الإمام الصادق عن هذه الآية فأجابه قائلاً: «ولَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ قَالَ الْأَدْنَى غَلَاءُ السِّعْرِ والْأَكْبَرُ المَهْدِيُّ بِالسَّيْفِ»!!
فأقول: أولاً: هذه الآيات نزلت في مكة حيث كان أهلها لا يؤمنون بالرسول ذاته فكيف يدعوهم الله للإيمان بسيف مهدي مفتَرَض؟! ثانياً: هل المهدي إمام عذاب أم إمام رحمة. ثالثاً: لقد بيّن تعالى في أكثر من موضع من كتابه معنى العذاب الأكبر كقوله تعالى: ﴿فَأَذَاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ (الزمر/26), أو قوله سبحانه: ﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ (القلم/33)، أو قوله: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ (الغاشية/23 و24)،
حيث تبيّن جميعها أن العذاب الأكبر هو عذاب الآخرة.

الآية السادسة والخمسون:
تكرار للآية الحادية عشر (الآية 62 من سورة النمل) التي بيّنّا فيما سبق أن لا علاقة لها بالمهدي إطلاقاً.

الآية السابعة والخمسون:
هي الآية السادسة عشرة ذاتها (الآية 8 من سورة الصف) التي سبق وأجبنا عن الاستدلال بها. علاوة على ذلك، ذكر المجلس-يّ هنا رواية عن أبي الجارود الملعون تقول: «لَوْ تَرَكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ مَا تَرَكَهُ اللهُ» وليس في هذه الرواية أي كلام عن المهدي ولا ندري ما وجه ذكرها هنا!
في هذا الفصل لا يوجد أي كلام عن المهدي، لكن هناك كلام غير معقول وهو تفسير الآية: ﴿فَآَمِنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾ (التغابن/8)
بأن المقصود من النور فيها «الْإِمَام»! مع أن «أنزلنا» فعل ماضٍ. وقد وصف الله تعالى هذا النور في مواضع عديدة من كتابه كقوله تعالى:
﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ﴾ (الشورى/52)، وقوله كذلك: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (البقرة/4).
الآية الثامنة والخمسون: هي الآية الثانية والعشرون (الآية 33 من سورة التوبة) ذاتها التي أجبنا عن الاستدلال بها سابقاً، بيد أن المجلسيّ أضاف هنا الرواية الخرافية التالية: «فَإِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ يَبْقَ كَافِرٌ ولَا مُشْرِكٌ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ حَتَّى لَوْ كَانَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ فِي بَطْنِ صَخْرَةٍ لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ يَا مُؤْمِنُ فِي بَطْنِي كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَيُنَحِّيهِ اللهُ فَيَقْتُلُهُ»
. قلت: وهذا هو الدين الجبريّ [الذي يتعارض مع قوله تعالى «لا إكراه في الدين»]. فضلاً عن أن القضاء على كل يهودي أو نصراني أو مشرك يتناقض مع ما جاء في القرآن من آيات تشعر ببقائهم حتى يوم القيامة كقوله تعالى: ﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ (المائدة/14) و﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ (المائدة/64).

الآية التاسعة والخمسون:
هي الآية السابقة ذاتها (أي الآية 33 من سورة التوبة)، إضافة إلى أن المجلسي يذكر هنا رواية منسوبة إلى ابن عباس جاء فيها:
«في قَوْلِهِ تَعَالَى لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ قَالَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَبْقَى يَهُودِيٌّ ولَا نَصْرَانِيٌّ ولَا صَاحِبُ مِلَّةٍ إِلَّا دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ حَتَّى يَأْمَنَ الشَّاةُ والذِّئْبُ والْبَقَرَةُ والْأَسَدُ والْإِنْسَانُ والْحَيَّةُ وحَتَّى لَا تَقْرِضَ فَأْرَةٌ جِرَاباً...الخ». نسأل الله تعالى الهداية لأصحاب هذه الخرافات.

الآية الستون:
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ﴾ (القلم/15و16). ينقل المجلسيّ عن كتاب [كنز الفوائد] للكراجكيّ رواية منسوبة للإمام الصادق (ع) يقول فيها: «فِي قَوْلِهِ: إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ. يَعْنِي: تَكْذِيبَهُ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) إِذْ يَقُولُ لَهُ لَسْنَا نَعْرِفُكَ ولَسْتَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ! كَمَا قَالَ المُشْرِكُونَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ». ينبغي أن نسأل الراوي أين وجدتَ موضوع «القائم» في تلك الآيات؟ ثم إن كلمة «آيات» جمع في حين أن «القائم» مفرد. لكن ماذا نفعل إذا كانوا يلفِّقون كل ما خطر على بالهم.

الآية الحادية والستون:
﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ (المدثر/38-39). معنى الآية واضح، ولكنّ «فرات بن إبراهيم» الكوفي( (هو أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي من رواة الحديث في فترة الغيبة الصغرى (النصف الثاني من القرن الثالث الهجري)
ومن معاصري الكليني. لم يصل من كتبه سوى التفسير المعروف باسمه، قال عنه المجلسي في البحار: «لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا ذم لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق لمؤلفه وحسن الظن به».
روى الصدوق عنه بواسطة الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل. يرى البعض استناداً إلى كثير من النصوص في تفسيره وكثرة نقله عن أئمة الزيدية وروايته عن الإمام زيد حصر العصمة في الخمسة من آل الكساء،
أنه كان من الزيدية، ويرى هذا البعض أن هذا هو السر في عدم ذكر رجاليي الإمامية القدماء له بين رجالهم وعلمائهم. )
الذي كان شخصاً ضئيل العلم كتب تفسيراً وذكر هنا رواية عن الإمام الباقر (ع) يقول فيها:
«فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى :
«كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ»: قَالَ نَحْنُ وشِيعَتُنَا. وقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ثُمَّ شِيعَتُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا «لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ»:
يَعْنِي لَمْ يَكُونُوا مِنْ شِيعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. «ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ»: فَذَاكَ يَوْمُ الْقَائِمِ (ع) وهُوَ يَوْمُ الدِّينِ «وكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ»: أَيَّامُ الْقَائِمِ »!!
ونحن نقطع بأن الإمام الباقر (ع) الذي كان عربياً يعرف مواقع الكلام لم يقل مثل هذا الكلام، وأن معاصريه المتشيعين له كانوا أسوأ من المتشيعين لعلي (ع) ونسبوا إليه كل ما أمكنهم من أقاويل. نسأل الله أن يوقظ مقلديهم. أضف إلى ذلك أن الإمام الباقر (ع) لم يكن من عادته أن يفسر كل آية بأن المقصود منها نحن الأئمة، إنه كان متواضعاً ولم يكن معجباً بنفسه.
فدعك إذن مما ينسبه فرات الكوفي إلى الإمام الصادق (ع) هنا من قوله أن المقصود من قوله تعالى ﴿السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ﴾ (الواقعة/10و11) نحن الأئمة.
الآية الثانية والستون: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ (سورة ص/86 -88).
من الواضح أن هذه الآية المكية تخاطب مشركي مكة، لكن المجلسي ينقل لنا هنا عن كتاب الكافي [للكليني] رواية ضعيفة تقول: «قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع) ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ قَالَ: عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ»! أفلم يفكر واضع هذه الرواية كيف سيبقى المشركون
أمثال أبي جهل وأبي سفيان وغيرهما أحياء إلى حين قيام القائم حتى يعلموا نبأه بعد حين؟!! لكن يبدو أن الإنسان عندما يسقط في وادي الخرافات يفقد العقل والقدرة على التفكير. وقد روى الكليني ذلك الخبر الموضوع عن رجل ضعيف باسم «عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ» عن ضعيف آخر مثله ونسب كلامه لحضرة الإمام أبي جعفر الباقر (ع).

الآية الثالثة والستون:
هنا أيضاً يروي المجلسي نقلاً عن الكافي للكليني رواية في سندها «عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ البطائنيّ» الواقفي الذي لا يؤمن بأي إمام بعد الإمام السابع، بأن الراوي سأل الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) عن قوله تعالى
﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَ-هُمْ أَنَّهُ الحَقُّ﴾ (فصلت/53) فقال له: «يُرِيهِمْ فِي أَنْفُسِهِمُ المَسْخَ..... (إلى قوله)... حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ يَرَاهُ الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ»!.
لاحظ أيها القارئ اللبيب كيف لعب أولئك الرواة بآيات القرآن باسم الإمام وبالتستر تحت لوائه،
فرغم أن الآية مكية إلا أن الرواة الجهلة جعلوا مفادها مخاطبة الله لأهل مكة (الذين لم يكونوا قد آمنوا بعد برسوله وكانوا يتهمونه بالجنون والكذب) بأنه سيريهم آياته ليعلموا أن خروج القائم حق!! فهل هناك أي تناسب في هذا الكلام؟؟ كلا والله.

الآية الرابعة والستون:
﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا﴾ (مريم/75). هذه الآيات مكيّة وهي إذا لاحظنا سياقها وما جاء قبلها، أي قوله تعالى: ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾ (مريم/73) موجَّهةٌ لمشركي مكة الذين كانوا يتبجّحون على المؤمنين بأنهم (أي الكفار) خير من المؤمنين مقاماً وأقوى وأكثر عدداً، لذا أجابهم الله أنهم سيعلمون يوم القيامة من القوي ومن الضعيف. لكنّ المجلسيّ نقل عن كتاب الكافي رواية في سندها «علي بن أبي حمزة البطائني» الخبيث جاء فيها: «قَالَ أَمَّا قَوْلُهُ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وهُوَ السَّاعَةُ فَسَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللهِ عَلَى يَدَيْ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِمِ وأَضْعَفُ جُنْداً».

أقول: مؤدَّى هذه الرواية أنّ كفّار قريش سيعيشون عمراً مديداً إلى وقت خروج القائم، عندئذ سيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنداً، وسيحيق بهم ما كانوا به يستهزئون!!
فهل يصُحّ مثل هذا التفسير؟!
هل يمكن لِ-لَّهِ أن يتكلم بمثل هذا الكلام الذي لا معنى له؟!
لقد افترى الوضّاعون كل ما عنّ على بالهم، فأبي حمزة هذا نسب إلى الإمام الباقر رواية يفسّر فيها قوله تعالى في سورة المعارج: ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ (المعارج/26) أن المقصود هو التصديق بخروج القائم!!

الآية الخامسة والستون:
هي الآية الخامسة والثلاثون ذاتها (الآية 5 من سورة القصص) التي ناقشنا الاستدلال بها فيما سبق،

فليراجع القارئ التوضيحات التي ذكرناها في نهاية كل ايه وهنا ذكر المجلسيّ نقلاً عن بعض الكتب الخرافيّة مزيداً من الآيات المكرّرة،
أي أنه كرر الآيات الحادية والثلاثين والثانية والثلاثين والرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين. ثم بعد ذلك بدأ بذكر أبواب النصوص وجمع فيها ما أمكنه من الروايات التي افتراها الوضّاعون والكذابون والمجهولون والغلاة والمليئة بالتعارض والتناقض والأمور التي لا تُعقَل والتي علامات الكذب فيها واضحة.
وقد يقول قائل: هل يمكننا أن نقول إن جميع هذه الأخبار الواردة في هذا الأمر – رغم كثرتها - موضوعة ومفتراة بأجمعها؟! فأقول في الجواب عن ذلك: حتى لو بلغ عدد أخبار مجهولي الحال الآلاف لما كانت تسوى فلساً واحداً، ثم أقول: «رُبّ شهرة لا أصل لها» وهذه قاعدةٌ متَّفقٌ عليها لدى جميع العلماء.
([1]) هو أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمِّيّ، من أكابر علماء الشيعة في القرن الثالث الهجري ومن رواة عصر الحضور، إذْ كان من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع) ومن مشايخ الكليني صاحب الكافي، حيث اعتمد الكليني عليه كثيراً في كتابه الكافي. وكان عليُّ بن إبراهيم من أوائل رواة الحديث في قم ومن رؤوس فقهاء الشيعة فيها حتى عدُّوه أستاذ مشايخ القمِّيين، وله كتاب في التفسير بالمأثور باسم «تفسير علي بن إبراهيم القمِّيّ» مليءٌ بالروايات المغالية والغريبة الباطلة، مما جعل البرقعي يضعِّف «علي بن إبراهيم» هذا لكثرة روايته الغرائب والغلوّ وما ينافي القرآن. ويقول الشيخ عبد الوهاب فريد التنكابني في كتابه «اسلام ورجعت»: «ولا ينقضي العجب من «علي بن إبراهيم القميّ» -الذي كان طبقاً لقول علماء رجال الشيعة: عالماً جليل القدر -، كيف يذكر في تفسيره مثل تلك التأويلات التي هي بكل وضوح من تأويلات الملاحدة والباطنية! اللهم إلا أن نقول أن ذلك التفسير المنسوب إليه تفسيرٌ موضوعٌ مختلقٌ وليس من تأليف ذلك العالم الجليل، وإلا فكيف يمكن لمثل ذلك العالم أن يكون عديم الاطلاع على مباني القرآن الكريم إلى ذلك الحدّ فيلوثه بمثل تلك التأويلات الباطلة عديمة الأساس!!»اه-. (الإسلام والرجعة، ص171)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابناء السلف الصالح :: الرد على أهل البدع والشيعة :: منتدى الرد على أهل البدع والشيعة-
انتقل الى: