عقيده الشيعه في يوم خروج المهدي وما يدلّ عليه وما يحدث عنده وكيفيته
أورد المجلسيّ في بحار الانوار في الباب 26- أخباراً،
معظم متونها مخالف للسنة الإلهية في خلق الإنسان أو مخالفٌ للقرآن.
وبعض هذه الأخبار لا يدل على شيء في هذا الباب ولا فائدة منه بل هو من المهملات.
وذكر المجلسيّ في الباب 84 خبراً معظمها عن أولئك الرواة المجروحين والمطعون بهم
الذين مروا معنا في أسانيد الروايات السابقة.
وسنستعرض نماذج من هذه الأخبار ونمحّصها ونترك للقارئين الكرام الحكم النهائي. ومن المؤسف أن المجلسيّ كرر في هذا الباب وفي غيره من الأبواب كثيراً من الروايات إلى درجة أنه يروي الخبر الواحد أحياناً في عشرة أبواب بل يكرره أحياناً في عشرين موضع.
الخبر الأول:
«عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ
يَخْرُجُ قَائِمُنَا أَهْلَ البَيْتِ يَوْمَ الجُمُعَةِ»، هذا في حين أن الخبر السابع عشر المروي عن الإمام الباقر يقول: «يَخْرُجُ القَائِمُ يَوْمَ السَّبْتِ», فالخبران متناقضان متعارضان وإذا تعارضا تساقطا.
الخبر الثاني:
خبر مضحك وخرافي في وصف الحجر الأسود يقول: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) فِي وَصْفِ الحَجَرِ والرُّكْنِ الَّذِي وُضِعَ فِيهِ قَالَ (ع) ومِنْ ذَلِكَ الرُّكْنِ يَهْبِطُ الطَّيْرُ عَلَى القَائِمِ (ع) فَأَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُهُ ذَلِكَ الطَّيْرُ وَهُوَ وَاللهِ جَبْرَئِيلُ (ع) وَإِلَى ذَلِكَ المَقَامِ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ وهُوَ الحُجَّةُ وَالدَّلِيلُ عَلَى القَائِمِ وَهُوَ الشَّاهِدُ لِمَنْ وَافَى ذَلِكَ المَكَانَ».
ولنا أن نسأل وهل ينزل جبريل على غير الأنبياء أيضاً؟!
الخبر الثالث:
كذب يخالف سنن الله في خلقه لأنه يقول عن المهدي: «يُطِيلُ اللهُ عُمُرَهُ فِي غَيْبَتِهِ ثُمَّ يُظْهِرُهُ بِقُدْرَتِهِ فِي صُورَةِ شَابٍّ ذو [دُونَ] أَرْبَعِينَ سَنَةً»،
هذا في حين أن الله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ (يس/68) ويقول: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾(الأحزاب/62).
الخبر الرابع:
مرويٌّ عن علي بن إبراهيم القائل بتحريف القرآن والمحرّف لمعانيه, وهو يرويه عن كذابين وغلاة من أمثال العمركي ومحمد بن جمهور وغيرهم. ومتن الرواية خرافي ونصه: «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حم عسق عِدَادُ سِنِي القَائِمِ وق جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ فَخُضْرَةُ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الجَبَلِ».
ينبغي أن نقول: لا يمكننا أن نتوقع من مثل أولئك الرواة الكذابين أفضل من هذه المعلومات القيّمة!
الخبر الخامس:
«عَنِ الأَزْدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وأَبُو بَصِيرٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (ع): أَنْتَ صَاحِبُنَا؟ فَقَالَ: إِنِّي لَصَاحِبِكُمْ؟! ثُمَّ أَخَذَ جِلْدَةَ عَضُدِهِ فَمَدَّهَا فَقَالَ: أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَصَاحِبُكُمْ شَابٌّ حَدَثٌ.». أي أن صاحبكم خلافاً لسنة الله في خلق الإنسان سيبقى شاباً رغم أن عمره يبلغ آلاف السنين.
الخبر السادس:
ينقله المجلسيُّ عن كتاب الاحتجاج للطبرسي عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِيِّ «عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا قَالَ: يَبْعَثُ اللهُ رَجُلًا فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَكَلَبٍ(شبيه بالجنون.) مِنَ الدَّهْرِ وَجَهْلٍ مِنَ النَّاسِ يُؤَيِّدُهُ اللهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَيَعْصِمُ أَنْصَارَهُ وَيَنْصُرُهُ بِآيَاتِهِ وَيُظْهِرُهُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يَدِينُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً وَنُوراً وَبُرْهَاناً يَدِينُ لَهُ عَرْضُ البِلَادِ وَطُولُهَا لَا يَبْقَى كَافِرٌ إِلَّا آمَنَ وَلَا طَالِحٌ إِلَّا صَلَحَ وَتَصْطَلِحُ فِي مُلْكِهِ السِّبَاعُ وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبْتَهَا وَتُنْزِلُ السَّمَاءُ بَرَكَتَهَا وَتَظْهَرُ لَهُ الكُنُوزُ يَمْلِكُ مَا بَيْنَ الخَافِقَيْنِ أَرْبَعِينَ عَاماً فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ أَيَّامَهُ وَسَمِعَ كلامَهُ».
أولاً: الحديث رواه الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج من علماء القرن السادس الهجري، مباشرة ودون واسطة عَنْ «زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِيِّ» الذي كان من أصحاب علي بن أبي طالب وتوفي سنة (96) ه
(زَيْد بْن وَهْبٍ الجُهَنِيّ: ذكره العلامة الحلي في أولياء علي عليه السلام في القسم الأول من خلاصته ص 194 والشيخ الطوسي في رجاله ص 42 في أصحاب علي (ع)..
وفي أسد الغابة لابن الأثير ج2/ص243 أنه كان في جيش علي (ع) حين مسيره إلى النهروان وقال ابن عبد البر في هامش الإصابة ج1/ص544: إنه ثقة، توفي سنة (96). (انتهى ملخصاً من تعليقات السيد محمد باقر الخراسان على كتاب الاحتجاج للطبرسي، النجف، دار النعمان، 1386ه-/1966م، ج 2/هامش ص 10).) أي بين الشخصين خمسة قرون!! فالسند منقطع ومرسل لا تقوم به حجة.
وثانياً: الرواية تقول يبعث الله رجلاً في آخر الزمان، وهذا ليس فيه أي إثبات لمهدي حي غائب، بل هو أعم من ذلك فقد يقصد به أن رجلا سيولد في المستقبل ويكلفه الله بتلك المهمة،
هذا فضلا عن أن كلمة البعث خاصة بالأنبياء ولا نبي بعد خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.وثالثاً: في هذا المتن مخالفة لكثير من آيات القرآن، فمن ذلك أنه يذكر أن هذا المبعوث آخر الزمان سيُدْخِلُ الناسَ في الإسلام «طَوْعاً أَوْ كَرْهاً»!!
مع أن الله تعالى يقول ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ويقول: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟؟﴾ (يونس/99)
ويقول: ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ..﴾ (الشورى/48). ومن ذلك أن متن الرواية يقول: «لَا يَبْقَى كَافِرٌ إِلَّا آمَنَ وَلَا طَالِحٌ إِلَّا صَلَحَ»
وهذا يخالف قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾(المائدة/64).
وأخيراً في آخر الرواية جاء أن المهدي «يَمْلِكُ مَا بَيْنَ الخَافِقَيْنِ أَرْبَعِينَ عَاماً»،
وهذا يتناقض مع روايات عديدة أخرى مرت معنا تذكر أن المهدي يملك خمس أو سبع سنوات فحسب!! وقد حاول المجلسي أن يحل هذا التناقض الواضح ويجمع بين الروايات المتعارضة فقال:
«بيانٌ: الأخبار المختلفة الواردة في أيام ملكه (ع) بعضها محمول على جميع مدة ملكه وَبعضها على زمان استقرار دولته وَبعضها على حساب ما عندنا من السنين وَالشهور وَبعضها على سنيه وَشهوره الطويلة وَالله يعلم».
ولا يخفى ما في هذا التمحُّل من تعسف واضح لا يغني عن الحق شيئاً.
الخبر السابع:
عن كتاب إكمال الدين للصدوق بسنده «عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : المَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُ اللهُ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ!».
الجواب بغض النظر عن ضعف بعض رجال سنده وجهالة حالهم،
فإنا نسأل الراوي مجهول الحال أن يفسِّر لنا معنى هذا الخبر وما المقصود من عبارة «يصلحه الله في ليلة»! فهل كان فاسداً حتى يتم إصلاحه؟!
الخبر الثامن:
يرويه «المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الجُعْفِيِّ» الذي كان من أهل الغلوّ
( جاء عنه في رجال الكشي (ص 323): «عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله (ع) فقالا جعلنا فداك،
إن المفضَّل بن عُمَرَ يقول إنكم تُقدِّرون أرزاق العباد؟
فقال: والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت إلى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبريء منه. قالا: أفتلعنه وتتبرأ منه؟؟ قال: نعم، فالعناه وابرأا منه بريء الله ورسوله منه.»
.ثم ذكر في (ص 324) تصريحاً آخر للإمام الصادق عنه فقال: « قال أبو عمرو الكشي قال يحيى بن عبد الحميد الحماني، في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع)،
قلت لشريك إن أقواماً يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث
فقال: أخبرك القصة!
كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم، فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم فمنهم من هلك ومنهم من أنكر، وهؤلاء مثل المفضَّل بن عُمَرَ وبيان وعمرو النبطي».
ومن أتباع «أبي الخطاب» الخبيث وقد عدّه علماء الرجال الشيعة مثل المرحوم النجاشي والعلامة الحلي «ضعيفاً» و«فاسد المذهب» لا يعتمد على كتبه، ومع الأسف فإن كتب الشيعة مملوءة من أحاديثه، وعلى أي حال فقد روى هذا الشخص عن الصادق (ع) قوله: «إِذَا قَامَ القَائِمُ قَالَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ المُرْسَلِينَ»
الخبر التاسع:
في سنده «المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الجُعْفِيِّ» الذي بينا حاله في الحديث السابق، يروي عن الإمام الصادق ضمن حديث طويل: «أَمَا وَاللهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ وَلَيُمَحَّصُ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ وَلَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ عُيُونُ المُؤْمِنِينَ... وَلَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُدْرَى أَيٌّ مِنْ أَيٍ؟؟..
قَالَ فَبَكَيْتُ فَقَالَ لِي مَا يُبْكِيكَ يَا بَا عَبْدِ اللهِ فَقُلْتُ وَكَيْفَ لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَقُولُ تُرْفَعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُدْرَى أَيٌّ مِنْ أَيٍّ فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟؟
قَالَ فَنَظَرَ إِلَى شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ تَرَى هَذِهِ الشَّمْسَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ! »
الجواب : ينبغي أن نقول لهذا الراوي الخرافي: لا داعي للبكاء من اثنا عشر راية، فإن كان الخوف من التيه والضلال، فإنه لن يقوم قائم في زمن حضرة الإمام الصادق!
الخبر العاشر:
في سنده أحد الغلاة المعروفين وهو الأسدي عن راوٍ معروف بالكذب هو «سهل بن زياد» عن الإمام الجواد أنه قال أن المقصود من قوله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة/149)
هو اجتماع أصحاب المهدي الثلاثمئة والثلاثة عشر إليه من أنحاء الأرض!
يقول: «يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ العِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ»!
وعلى كل حال يواصل الراوي الكاذب بقية روايته فيقول:
«أُكْمِلَ لَهُ العَقْدُ وَهُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللهِ حَتَّى يَرْضَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ عَبْدُ العَظِيمِ (الحسني) فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي! وَكَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قَدْ رَضِيَ؟
قَالَ: يُلْقِي فِي قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ »!
أقول: إذن لم تكن في قلبه الرحمة حتى ألقاها الله تعالى في قلبه!
ثم يقول: «فَإِذَا دَخَلَ المَدِينَةَ أَخْرَجَ اللَّاتَ وَالعُزَّى فَأَحْرَقَهُمَا».
قال المجلسيُّ معقّباً على الرواية وشارحاً لهذه الجملة الأخيرة فيها:
«بيانٌ: يعني باللات وَالعزى صنمي قريش أبا بكر وَعمر»!!
فأقول: أجل هذا ما كان يفتريه أولئك الرواة المنافقون الذي كانوا يلتفون حول الإمام ثم يفترون عليه مثل هذه الأكاذيب للتفرقة بين المسلمين وإيقاع البغضاء بينهم.
الخبر الحادي عشر:
[عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي] بسنده عن المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ – الذي تقدم بيان حاله وأنه من الغلاة – «قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (ع) (أي الإمامَ الصادقَ) عَنْ تَفْسِيرِ جَابِرٍ، فَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهِ السَّفِلَةَ فَيُذِيعُونَهُ أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ: ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾؟
إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ».
أي أن الإمام - حسب ادعاء المفضل -
أوَّل الآية 8 من سورة المدثر التي تتحدث عن يوم القيامة بأن المراد منها هو المهدي القائم المنتظر!، هذا مع أن سورة المدثر من أوائل ما نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن المراد من الآية واضح تماماً إذا نظرنا إلى سياق الآيات
: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾(المدثر/8و9و10)،
لكن الشيخ الطوسي و«المفضل» جعلا المقصود منها هو المهدي، وليت شعري كيف يعقل أن يدعى الكفار الذين لا يؤمنون برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصلاً ولا بالقيامة إلى الإيمان بالمهدي المنتظر؟! ولماذا لا يعمل أولئك الرواة عقلهم؟؟ الله وحده يعلم!
الروايتان 12و 13،
يرويهما مجموعة من الغلاةينسبون في الرواية 12 إلى ابن عباس تأويل قول الله عَزَّ وَجَلَّ:
﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾
بأنها «نَزَلَتْ فِينَا وَفِي بَنِي أُمَيَّةَ تَكُونُ لَنَا دَوْلَةٌ تَذِلُّ أَعْنَاقُهُمْ لَنَا بَعْدَ صُعُوبَةٍ وَهَوَانٍ بَعْدَ عِزٍّ»
وفي الرواية 13 عن «سدير»
أنه سأل الإمام الباقر (ع) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾
فقَالَ: نَزَلَتْ فِي قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يُنَادَى بِاسْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ!!
الخبر 14:
عدة من الغلاة يروون عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْتَظِرُوا الفَرَجَ فِي ثَلَاثٍ! قِيلَ وَمَا هُنَّ؟
قَالَ: اخْتِلَافُ أَهْلِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ وَالرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ وَالفَزْعَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِيلَ لَهُ وَمَا الفَزْعَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ
قَالَ: أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي القُرْآنِ ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾ »؟؟
مع أن الآية المستشهد بها ليس بينها وبين المذكور أي صلة ولا أي تناسب.
الخبر 15:
كالخبر الذي قبله.
الخبر 16: [ينقله المجلسيُّ عن كتاب إكمال الدين للصدوق بسنده] عَنِ الهَرَوِيِّ
قَالَ: «قُلْتُ لِلرِّضَا (ع) مَا عَلَامَةُ القَائِمِ (ع) مِنْكُمْ إِذَا خَرَجَ قَالَ عَلَامَتُهُ أَنْ يَكُونَ شَيْخَ السِّنِّ شَابَّ المَنْظَرِ حَتَّى إِنَّ النَّاظِرَ إِلَيْهِ لَيَحْسَبُهُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ دُونَهَا وَإِنَّ مِنْ عَلَامَتِهِ أَنْ لَا يَهْرَمَ بِمُرُورِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي عَلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُهُ».
أقول: وهذا مخالف لسنة الله في خلقه وهو يقيناً من وضع الرواة الجاهلين بالله.
الخبر 17: في سنده «علي بن أبي حمزة البَطَائِنِيّ» - الذي لا يؤمن بأي إمام بعد الإمام السابع فضلا عن إيمانه بالإمام الثاني عشر – يروي عن الإمام الباقر (ع) «يَخْرُجُ القَائِمُ (ع) يَوْمَ السَّبْتِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ».
أقول: وهذا مناقضٌ للخبر الأول – الذي يقول إن القائم يخرج يوم الجمعة – كما هو مناقض للروايات الأخرى التي تقول إن القائم يخرج في شهر شعبان أو في شهر رمضان.
الخبر 18:
تكرار للخبر الثاني.
الخبر 19:
ينسب إلى الإمام الصادق قوله:
«سَيَأْتِي فِي مَسْجِدِكُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا يَعْنِي مَسْجِدَ مَكَّةَ يَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنَّهُ لَمْ يَلِدُهُمْ آبَاؤُهُمْ وَلَا أَجْدَادُهُمْ عَلَيْهِمُ السُّيُوفُ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ سَيْفٍ كَلِمَةٌ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ فَيَبْعَثُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِيحاً فَتُنَادِي بِكُلِّ وَادٍ هَذَا المَهْدِيُّ يَقْضِي بِقَضَاءِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ (ع) لَا يُرِيدُ عَلَيْهِ بَيِّنَةً»!!
أقول: أما لهذا الراوي الكاذب من يسأله: هل المهدي يهودياً حتى يقض-ي بقضاء داود وسليمان؟!
والأخبار التالية كلها شأنها شأن الأخبار التي مرت وتكرار لمضامينها فضلا عن أنها مروية عن غلاة أو ضعفاء ونحوهم ونكتفي بذكر الأخبار الآتية:
الخبر 29:
راويه محمد بن علي الكوفي الكذابمحمد بن علي الكوفي» ذكر الشيخ في «الفهرست» والكشي في رجاله أن محمد بن علي الصيرفي الكوفي المعروف ب- «أبو سمينة» غال ومدلِّس، وعن الفضل بن شاذان في بعض
كتبه: الكذَّابون المشهورون: أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان ومحمد ين علي الكوفي (أبو سمينة)، وأبو سمينة أشهرهم. (انظر المامَقَانيّ، تنقيح المقال، ج3 /ص157).
عن مجهول آخر منسوباً إلى الإمام الصادق: «إِنَّ القَائِمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ يُنَادَى بِاسْمِهِ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَيَقُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ».
أقول: ولم يذكر الراوي ليلة ثلاث وعش-رين من أي شهر، ويبدو أنه كان مستعجلاً ففاته تحديد الشهر!
الخبر 33: منقول عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي، أسنده إلى حُذَيْفَةَ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَذَكَرَ المَهْدِيَّ فَقَالَ: «إِنَّهُ يُبَايَعُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ اسْمُهُ أَحْمَدُ وَعَبْدُ اللهِ وَالمَهْدِيُّ فَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُ ثَلَاثَتُهَا».
أقول: هذا الخبر يرد تلك الأخبار التي تقول إن المهدي هو محمد بن الحسن، إضافة إلى أن هذا الخبر جعل المهدي اسماً من أسماء القائم. كذلك يناقض هذا الخبر تلك الأخبار الواردة في النهي عن تسمية المهدي وأنه يحرم ذكر اسمه. والعجيب أن المجلسيُّ هنا لم يحاول أن يجمع بين هذه المتناقضات.
الخبر 34:
متنه مخالف لكثير من آيات القرآن لأنه يقول: «...وَيُقْتَلُ النَّاسُ حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا دِيْنُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يَسِيرُ بِسِيرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ». أي يظل يقتل في البشر حتى لا يبقى كافر على وجه الأرض! ثم يعمل بسيرة اليهود!
فأقول: إن أولئك الرواة الوضاعون يريدون أن يصوروا أن أنبياء الله العظام كانوا قتَّالين للبشر، مع أن جميع أنبياء الله لم تكن وظيفتهم أمام كفر وعناد المكذّبين سوى الإنذار وإبلاغ رسالات الله، فذبح الناس والمبادرة إلى تقتيلهم مخالف لسنة وسيرة جميع الأنبياء،
ولا ندري لماذا كان أولئك الرواة الوضاعون متعطشين إلى هذا الحد إلى قتل النفوس البشرية؟!
الخبر 42: في سنده «علي بن أبي حمزة البطائني» الواقفي المنكر للقائم من الأساس،
يروي عن حضرة الإمام الصادق أنه يقال: «إِذَا صَعِدَ العَبَّاسِيُّ أَعْوَادَ مِنْبَرِ مَرْوَانَ أُدْرِجَ مُلْكُ بَنِي العَبَّاسِ وَقَالَ (ع) قَالَ لِي أَبِي يَعْنِي البَاقِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْ آذَرْبِيجَانَ لَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ وَأَلْبِدُوا مَا أَلْبَدْنَا وَالنِّدَاءُ وَخَسْفٌ بِالبَيْدَاءِ فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكٌ فَاسْعَوْا إِلَيْهِ وَلَوْ حَبْواً وَاللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى كِتَابٍ جَدِيدٍ عَلَى العَرَبِ شَدِيدٌ وَقَالَ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ».
أقول: ينبغي على الراوي الوضاع أن يأتي ويفسر لنا هذه الجمل المضطربة. وقد مضى على زوال ملك بني العباس سبعة قرون ولكن روايات الطامعين لا زالت في الكتب! إن ما يؤلم الإنسان ويحزنه أن هذه المهملات تحفظ وتقدم للناس باسم الدين.
الخبر 54: [ينقله المجلسيُّ عن كتاب الغيبة للنعماني] بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ
- أحد الغلاة الكذابين المطعون بهم–محمد بن سنان:
قال عنه الشيخ المفيد في رسالة «جوابات أهل الموصل في العدد والرؤيا» (ص20): «..محمد بن سنان، وهو مطعونٌ فيه، لا تختلفُ العصابةُ في تُهْمَته وَضَعْفه، وما كان هذا سبيلُهُ لم يُعْمَلْ عَلَيْهِ في الدِّين»، وقال عنه النجاشي في رجاله (ص252):
«هو رجلٌ ضعيفٌ جداً لا يُعَوَّل عليه، ولا يُلتفت إلى ما تفرّد به». ويقول ابن الغضائري عنه: «محمد بن سنان غالٍ لا يُلتفت إليه». وقال ابن داوود في رجاله (ص505)
بعد ذكره لمحمد بن سنان في قسم الضعفاء: «إن محمد بن سنان كان يقول: «لا تَرْوُوا عنِّي مما حدثتُ شيئاً، فإنَّما هي كُتُبٌ اشتريتُها من السوق!» ثم قال: والغالب
عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ – الذي اعتبره علماء الرجال من الغلاة والوضاعين والمشهورين بالكذب ورَوَوْا أن الإمام الرضا (ع) لعنه ألف لعنة
( يونس بن ظبيان: جاء عنه في «رجال الكشي» ( ص309) روايةً عن الإمام الرضا (ع) قال:
«لعن الله يونس بن ظبيان ألف لعنة، تتبعها ألف لعنة، كل لعنة تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه إلا الشيطان، أما إن يونس مع أبي الخطّاب في أشد العذاب مقرونان»،
وقال عنه العلامة الحلي في رجاله (ص 266):
«قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه: الكذابون المشهورون: أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم. وقال النجاشي إنه مولى ضعيفٌ جداً لا يُلْتَفَتُ إلى ما رواه، كلُّ كُتُبِهِ تخليطٌ. قال ابن الغضائري: يونس بن ظبيان كوفيٌّ غالٍ كذَّابٌ وضَّاعٌ للحديث روى عن أبي عبد الله (ع) لا يُلْتَفَتُ إلى حديثه، فأنا لا أعتمد على روايته لقول هؤلاء المشايخ العظماء فيه». )
يروي عن الإمام الصادق (ع) حديثاً مظلماً يقول فيه:
«إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الجُمُعَةِ أَهْبَطَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا طَلَعَ الفَجْرُ نَصَبَ لِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ (ع) مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عِنْدَ البَيْتِ المَعْمُورِ فَيَصْعَدُونَ عَلَيْهَا وَيَجْمَعُ لَهُمُ المَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُؤْمِنِينَ وَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا رَبِّ مِيعَادَكَ الَّذِي وَعَدْتَ فِي كِتَابِكَ وَهُوَ هَذِهِ الآيَةُ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ الآيَةَ
وَيَقُولُ المَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَخِرُّ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سُجَّداً ثُمَّ يَقُولُونَ يَا رَبِّ اغْضَبْ فَإِنَّهُ قَدْ هُتِكَ حَرِيمُكَ وَقُتِلَ أَصْفِيَاؤُكَ وَأُذِلَّ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ فَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ وَذَلِكَ وَقْتٌ مَعْلُومٌ».
أقول: إن هؤلاء الرواة الكذابين يتصوَّرون أنه كما يتم خداع الطفل عن طريق الصياح والجلبة كذلك يقوم الأنبياء والملائكة بالصياح والجلبة بحض-رة الحقّ عزّ وجلّ ليحملوا الله تعالى على فعل شيء!! وقد أبهم الراوي ما يفعله الله تعالى عندئذ بقوله: «فَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ»!! فلا ندري ماذا يفعل وأي أمر يثبت بهذا الخبر؟!
وينبغي أن نقول لهؤلاء الرواة الكذابين الغلاة: روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال:
«أَدْنى ما يخرُجُ به الرجلُ عن الإيمان أن يجلس إلى غالٍ فيستمع إلى حديثه ويصدِّقُهُ على قوله، إن أبي حدَّثني عن أبيه عن جدِّه عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام، الغُلاةُ والقدرِيَّةُ.».الشيخ الصدوق، «الخصال»، المطبعة الإسلامية، ص 63
نعم، هذا هو حال جميع أخبار الباب:
رواة غلاة، ومتون خرافية مخالفة للسنن الإلهية في الخلق أو مخالفة لتعاليم القرآن وأصول الإسلام دين الرحمة والدعوة بالحسنى،
واستشهادات في غير محلها بآيات من القرآن الكريم بعيدة كل البعد عن المعاني
التي يحملون الآيات عليها
، أو متون مُعادَة ومُكَرَّرة أو متناقضة فنكتفي
بما ذكرناه فهو نموذج يدل على ما سواه.